14 سبتمبر 2025
تسجيلالمبادرة الدولية المعروفة بـ "مسؤولية الحماية"، أو "R2P" والتي أطلقت في عام 2005، تشير إلى انه عندما تفشل الدول في حماية مواطنيها من الإبادات الجماعية، أو التطهير العرقي، أو جرائم الحرب، أو الجرائم ضد الإنسانية، فإن مسؤولية حماية المواطنين تنتقل إلى المجتمع الدولي، ورغم ذلك ما تزال منذ انطلاقها حبرا على ورق خصوصا إذا تمت مطابقتها على دول العالم الثالث والدول العربية بالتحديد وعلى رأسها سوريا.إذا قضينا الطرف عن الأصوات التي انبرت للدفاع عن انتخابات النظام في سوريا باعتبار أنها "تعزيز للشرعية" أو أنها وسيلة لـ "الحل الداخلي" من روسيا، وإيران والعراق، وجزء من لبنان وبعض حلفاء الديكتاتورية وعشاق الاستبداد في العالم العربي، هناك مجموعة من الأسباب تجعل من هذه الانتخابات غير شرعية وغير أخلاقية ولا تمت للإنسانية بصلة، أوردتها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في مقدمتها تعذر ممارسة هذه العملية في أكثر من 90 % من الأراضي السورية، بسبب القصف المستمر والاشتباكات، وارتفاع أعداد النازحين في الداخل، والتي لا تقلّ عن 6.5 مليون نازح، وأعداد اللاجئين في الخارج والتي لا تقلّ عن 3.845 مليون لاجئ. وتساءلت المؤسسة كيف تكون للانتخابات أدنى شرعية أخلاقية وقانونية تحت سلطة نظام يعتقل أكثر من 215 ألف سجين، من بينهم ما لا يقل عن 85 ألف معتقل في عداد المختفين قسرياً، في حين قتل نحو 4571 سجيناً تحت التعذيب، من بينهم 92 طفلاً، و31 امرأة، موثقون جميعهم بالأسماء والتفاصيل. وأضافت إن هناك ممارسات عنف جنسي تعرضت لها أكثر من 7500 امرأة، فضلاً عن حجم القتلى ضمن الأزمة المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، والذي لا يقلّ عن 108 آلاف و527 سورياً، من بينهم 14 ألفا و825 طفلا، و13 ألفا و293 امرأة، بمعنى أنه يُقتل في سوريا على يد القوات الحكومية كل ساعة 4 مدنيين، بمعدل 96 مواطنا يومياً. كما يمارس النظام التطهير دون توقف، فالهجمات الكيمياوية، بلغت أكثر من 52، كما استخدمت قوات النظام القنابل العنقودية، وصواريخ سكود، والبراميل المتفجرة، التي ألقى منها النظام أكثر من 5827 برميلا، أودت بدورها إلى مقتل عشرات الآلاف من السوريين، إضافة إلى تدمير المدارس والمستشفيات ودور العبادة والأحياء السكنية، بعضها أبيدت بشكل كامل.في السياسية ربما كسبت الديكتاتورية جولة بالخداع والزيف ولكنها من المؤكد أنها لن تربح الحرب؟ لأنه يمكن تغطية القتل والدماء الذي يمارسه النظام في سوريا بوريقات ترمى في صناديق الاقتراع؟!