دعم قطري ثابت للشعب السوري

انطلاقاً من موقفها الراسخ والثابت فيما يتعلق بدعم الشعب السوري الشقيق، جاء إعلان دولة قطر في مؤتمر بروكسل السادس لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي نظمه الاتحاد الأوروبي في بروكسل، عن المساهمة بقيمة 50 مليون دولار أمريكي، لدعم الشعب السوري الشقيق. ومنذ 11 عاماً، يواجه الشعب السوري أكبر أزمة إنسانية في التاريخ الحديث، حيث تعرض السوريون لمآس إنسانية غير مسبوقة تتفاقم آثارها السلبية الخطيرة عاماً بعد عام، فيما لا يزال الحل السياسي بعيداً، بسبب تعنت النظام السوري وتقاعس المجتمع الدولي، وبخاصة مجلس الأمن، عن أداء دوره في حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين. وضاعفت الحرب الروسية ضد أوكرانيا من محنة الشعب السوري المنكوب والذي يعيش 90 بالمائة منه في فقر، فيما يفتقر 60 بالمائة منهم للأمن الغذائي. لقد ظلت دولة قطر حريصة منذ منذ بداية الأزمة السورية على تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثية للشعب السوري الشقيق، انطلاقاً من إيمانها الثابت بحقه في العيش الكريم، حيث تجاوزت المساعدات القطرية للشعب السوري منذ بداية الأزمة أكثر من ملياري دولار أمريكي، سواء من خلال المساعدات الحكومية أو من خلال منظمات المجتمع المدني والجمعيات الإنسانية والخيرية والمؤسسات المانحة القطرية، فضلاً عن مبادراتها المتنوعة لدعم اللاجئين السوريين، ومن بينها مبادرة "علّم طفلا" التي ساهمت في دعم إلحاق 600 ألف طالب سوري من النازحين في عدد من دول الجوار السوري في العملية التعليمية، وهي تعتزم تقديم الدعم لإلحاق مليون ومائة ألف طفل سوري بالعملية التعليمية. إن المجتمع الدولي مطالب مع دخول الأزمة السورية عامها الحادي عشر، ومع استمرار تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في سوريا، التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، أكثر من أي وقت مضى، بتكثيف الجهود لإنهاء الأزمة السورية، من خلال التوصل لحل وفقاً لبيان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن 2254، لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار والمحافظة على وحدة وسيادة واستقلال سوريا.