12 سبتمبر 2025
تسجيلبتلك الابتسامة يغادر ذلك الأب الشاب الفلسطيني الشجاع بهدوء منزله مكبلاً بالقيود من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي، وهو يبتسم لابنته التي تسأله "بابا وين لعبتي"!. لقد أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون التعدي على ممتلكات الشعب الفلسطيني وفي هذه المرة وقع الاعتداء في حي الشيخ جراح، رغبةً منهم في السيطرة والاستحواذ على الكثير من المنازل المملوكة للفلسطينيين بالقوة، وذلك ليس بالشيء الغريب، فكيان بدأت نشأته في اغتصاب لأرضٍ ليست بأرضه واستوطن فيها، وقتل أهلها وأطفالها وشرد أبناءها، فلابد أن تكون هذه أفعاله، ولكن تأبى الأرض إلا أن تُسمي نفسها فلسطين المحتلة. وها نحن في أواخر أيام شهر رمضان المُبارك وهي الأيام التي يأمل بها المسلمون موافقتهم لليلة القدر بطاعاتهم من الصلاة والدعاء، ولكن أليس الأولى موافقة ليلة القدر ونحن نعمل في مناصرة الشعب الفلسطيني بعمل البرامج المباشرة، والحديث في الإذاعة، والبث الحي للأحداث، لكي يرى العالم ما يحدث من الاعتداء الصهيوني على المسجد الأقصى والفلسطينيين المرابطين في القدس والاعتداء عليهم بالغازات المُسيلة للدموع والاعتداء عليهم بالأسلحة والرصاص الحي!. أليس الأولى أن يُسحب كُل عملٍ مع هذا الكيان الصهيوني، ويتوقف كُل اتفاق مع هذا الكيان المجرم، أين أغلب قادة العالم الإسلامي فلم نجد إلا أصواتا قليلة تتحدث وتشجب وليكون النصيب الأكبر لأغلب الدول العربية والإسلامية في صمتٍ مُخجل!. كم نحن في خجلٍ برؤية أطفال يُزفون إلى الموت، وشباب تُهلل أمهاتهم فرحاً وحُزناً لاستشهادهم، نعم فهم ضحوا بأنفسهم في سبيل المُقدسات والأرض والعِرض. وبالمقابل نرى من يتحدث من صهاينة العرب عن بيع الفلسطيني لقضيته وبيع الفلسطيني لأرضه "كفاكم"، فالصهيوني المُغتصب أكثرُ احتراماً للفلسطيني الذي يواجهه ويذود بنفسه لأجل عقيدته ودينه منكم، فأنتم لا احترام لكم، بل أنتم لليهود مجرد أتباع لا قيمة لكم، اصمتوا فالشعب الفلسطيني لا يُريد منكم انتصاراً لهم ولكن يُريد منكم كف الأذى عنهم فقط!. كم نحن صغار أمام تلك الابتسامات التي نراها للمُعتقلين من أبناء فلسطين، ابتسامات لأبطال من أطفال وشباب وشابات في أعمار الزهور، ولكن كم نحن أقوياء بتلك الابتسامة، فهي أوجدت لنا أملا في الأمة الإسلامية وشبابها، فانظروا إليهم يبتسمون لك، وكأنهم يقولون لك لا تخف تلك هي القضية الرابحة قضية الدفاع عن الدين والمقدسات والأرض. لحظات الإفطار في ساحات المسجد الأقصى من الفلسطينيين توحي لنا الأمل في الحياة فتلك مقدساتُنا وهؤلاء أهلنا وهؤلاء من أبقوا لأمة العرب مكانتها ولولاهم بعد الله لكُنا أمةً لا قيمة لها!. وإلى هذه اللحظة يُقصف المسجد الأقصى ويُزف شهداء من أطفال وشباب وشابات فلسطين المُحتلة المرابطين والمدافعين بأنفسهم عنه، وذلك على أيدي الصهاينة الغاصبين، فاللهم تقبلهم. نصركِ الله يا فلسطين ونصر الله شعبكِ العظيم، ولتغفري لنا يا قُدس ضعفنا وهواننا، فكُل ما نكتبه لا يُقارن بحجر صغير يُرمى من تلك الأيدي الطاهرة ومن يد أصغر طفل فلسطيني. أخيراً أكثر من 150 مليار دولار هي الموازنة العسكرية للدول الإسلامية وملايين الجنود، عشرات آلاف الدبابات والمدافع والطائرات ومسرى النبيﷺ يُدافع عنه بالحجارة!. صدق رسول الله ﷺ: أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم كغُثاء السيل. كاتبها "أدهم الشرقاوي" bosuodaa@