12 سبتمبر 2025
تسجيلالأخبار المفاجئة هذه السنة وبامتياز إلى الآن، والتي جاءتنا من بلاد الضباب، كانت في تصدر فريق مدينتي القريبة من القلب "ليستر سيتي" المركز الأول، وبامتياز أثار دهشة الجميع على مستوى عالمي، وتسبب في أن يقوم مذيع بي إن سبورت الرياضية في الدوحة، بحلق شعره على الهواء مباشرة، بعد أن راهن على استحالة تصدر "ليستر" الدوري الإنجليزي في تاريخه الممتد 132 سنة. المدينة الجميلة والهادئة والناشطة أكاديميا وعلميا ورياضيا، قضينا في جامعاتها ومقاهيها أجمل أيام الدراسة والعمل على إنهاء متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه، وفيها يتعلم ويتعايش البريطاني والأوروبي والشرقي والإفريقي والمسلم والمسيحي واليهودي والبوذي والأديان الأخرى، تحت نظام وقانون يحترمه الجميع ويقدره. ولازلت أتذكر مقابلتنا لعمدة ليستر الأسبق ومشهور عنه ارتداؤه الزي الهندي التقليدي وهو يرجع إلى الديانة السيخية.في الجهة المقابلة "لندن" التي تبعد حوالي ساعة من "ليستر" في القطار، كانت الأخبار تزف عن اختيار الناخبين البريطانيين التصويت للمسلم وابن العامل البسيط في شركة حافلات لندن والأم التي عملت خياطة، صادق خان، ليكون العمدة الجديد لعاصمة إنجلترا. خان اشتهر في العالم العربي بسرعة البرق، لأنه دخلها من نافذة منصات المواقع الاجتماعية، وليس باب الإعلام التقليدي، وتورط في المعركة الأيديولوجية من أول دقيقة أعلن فيها فوزه، حين تم اتهامه بتغيير مذهبة "سني أو شيعي"، وبينما أشاد البعض بوصوله إلى منصب العمدة، حاول البعض أن يلطخ سمعته الأخلاقية! خان في كلمته قال إن هذه الانتخابات لم تجر بدون سجال، وإنه فخور بأن يرى لندن قد اختارت اليوم الأمل بدلا من الخوف، والوحدة بدلا من الانقسام، وهو يقصد كل الحملات التي أثيرت ضده، كأصول ليست بيضاء وديانة متهم أصحابها بالإرهاب، وأكد أنه سيكون عمدة لكل اللندنيين بلا تفرقة.عمدة "مسلم" في لندن وعمدة "سيخي" في ليستر، من أصول مهاجرة وعيون سوداء وشعر ليس بأشقر، صعد هؤلاء إلى قمة الهرم، لأن النظام تأسس على المساواة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والحريات ومحاربة العنصرية والطائفية والمذهبية، في المقابل غيابها وتغييبها يذيب المجتمعات ويقسم الدول، ويبقي الثورات مشتعلة في القلوب تنتظر الفرصة التاريخية لتحرق الجميع، كما حصل منذ 5 سنوات وإلى اليوم، ولا يتعلم منها أحد في عالم العرب!.