18 سبتمبر 2025
تسجيللاشك أن تداعيات الأحداث المؤسفة، وتفاعلاتها في اليمن الشقيق، قبيل تشكيل تحالف "عاصفة الحزم"، كانت تنذربتحويل اليمن إلى قاعدة "ماكرة" للتآمرالاقليمي؛ وبالتالي تفجيرالمنطقة كلها، وجرها إلى دائرة جهنمية من العنف والفوضى؛ فضلاً عن اختطاف اليمن من قبل حفنة عملاء، كل همهم تنفيذ أجندات بعض القوى الإقليمية، التى لا تضمر للمنطقة خيراً. ومن هنا كان التعجيل بتشكيل التحالف العربي الإسلامي؛ لإنقاذ اليمن من بين أنياب تلك الميليشيات المتمردة، بعد أن أدارات ظهرها لكل المبادرات الاقليمية والدولية؛ مدفوعة فى ذلك بأحلام طائفية مقيتة، ورؤى ضيقة مريضة، للوصول إلى الحكم ـ ولوعلى جثث كل الشعب اليمني نفسه ـ وكانت النتيجة أنهم بفعل حماقاتهم، ومراهقاتهم السياسية، دفعوا بكل اليمن نحو كابوس مرعب، راح يجرالبلاد إلى الهاوية، وبالتالي زعزعة الأمن والاستقرار في بقية دول المنطقة.. وأمام كل هذا، وانطلاقا من المسؤولية القومية، تحركت قيادات دول الجوار؛ وفى مقدمتهم المملكة العربية السعودية، لانتشال اليمن من ذلك الكابوس، وتحريره من قبضة تمرد الشيطان؛ الذي سعى ـ بكل خبث ـ لاستنساخ مؤامرات الدم، وسيناريوهات الفوضى والدمار، التي شهدتها بعض الدول الأخرى؛ لتحويل المنطقة إلى مسارح للإرهاب، والفتن الماحقة، والصـراع الدامي.. وهكذا جاء التصدي لتلك المحاولة، عبر تحالف "عاصفة الحزم"؛ ترجمة واعية وأمينة، للالتزام ـ القومي والأخلاقي ـ من قبل قادة هذا التحالف، بقضايا وهموم أمتهم، ومستقبل أجيالها. فبعد أن استنفدت دول مجلس التعاون الخليجي، ومعها الأسرة العربية، كل السبل السليمة لرأب الصدع في اليمن الشقيق، وإيقاف العدوان على شرعية الدولة، هبت السعودية ـ ومن تضامن معها ـ لتلبية نداء الواجب، في إنقاذ اليمن، وشعبه الشقيق؛ وتحريره من فئة، تغولت فيها روح الطائفية، فناصبت العداء لحكومة بلدها الشرعية، وعصف بأمنه واستقراره، وأخذت تلوِّح بتهديد دول الجوار، وفي مقدمتها السعودية. وكما أكد خادم الحرمين الشريفين؛ الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالأمس خلال حفل افتتاح الدورة الـ 22 للمجمع الفقهي الإسلامي، التابع لرابطة العالم الإسلامي، فى مكة المكرمة. فإن توظيف الطائفية المقيتة، لتحقيق أطماع سياسية دنيوية، أمرخطير، يهدد أمتنا الإسلامية. لقد كانت "عاصفة الحزم" إذن، بمثابة طوق النجاة السحري؛ لإنقاذ أهلنا في اليمن ـ وكل المنطقة ـ من مؤامرات شيطانية ماكرة؛ أراد مدبروها، إغراقنا في حمامات الدم، والفوضى، والخراب، لتحقيق أطماعهم فى المنطقة.