15 سبتمبر 2025

تسجيل

القرامطة الجدد

11 مايو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); القرامطة فرقة من فرق الإسماعلية تنسب إلى أول دعاتها حمدان بن قرمط ، ويعد أبو سعيد الحسن الجنابي مؤسس دولة القرامطة حيث جعل عاصمتها الإحساء ، وشملت هجر والإحساء و القطيف وسائر بلاد البحرين ،و لقد قامت هذه الفرقة على نشر الذعر والرعب في جزيرة العرب ، حيث استغل القرامطة ضعف العباسيين في فترة العصر العباسي الثاني ، ووجهوا نشاطهم الهدام إلى مهاجمة قوافل الحجاج الذاهبة إلى الأماكن المقدسة في مكة و المدينة ، وأنزلوا بالحجاج الآمنين شتى ألوان القتل والنهب والسلب المخيف ، ومن سلم من الحجاج ترك في مواضعهم فمات أكثرهم جوعا وعطشا . إن أخطر نشاط للقرامطة كان استيلاء أبي طاهر القرمطي على مكة سنة 317هـ ، حيث قتلوا حجاج بيت الله في يوم التروية الذي يستعد فيه الحجاج لوقفة عرفات في اليوم التالي ، لأنه لم يكن أحد من الحجاج يتوقع غير الهدوء والسكينة في هذا اليوم الجليل ، لكن عصابات القرامطة لم ترع حرمة هذا اليوم ، وقتلوا في المسجد الحرام كما تذكر بعض الروايات ألفا وسبعمائة . وقيل أكثر من ذلك وهم متعلقون بستائر الكعبة ، ثم خلعوا باب الكعبة والحجر الأسود ، وذهبوا بها إلى الإحساء في مشهد لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين بالأوضاع في تلك الفترة حيث اقتحم القرامطة المسجد الحرام بخيلهم وسلاحهم واستباحوا الدماء ، ووضعوا السيوف على رقاب الطائفين بالبيت الحرام ، ولم ينج من بطشهم المصلون و العاكفون والركع السجود ، فقاموا بحصدهم حصدا ، وتطايرت الرؤوس عن أجسادهم .عندما ذكرت تاريخ القرامطة وعلى عجالة هدفت منه أن نلقي نظرة على تاريخهم وتاريخ غيرهم من الفرق الخبيثة التي أضرت بالمسلمين وساهمت بشكل كبير في سقوط دولة الخلافة بدءا من الخلافة العباسية وانتهاء بالدولة العثمانية التي رجعت جيوشها وهي على أعتاب أوروبا بسبب الدولة الصفوية . فلنقرأ التاريخ ونتأمل وقائعه ، وعندها سنعلم أن التطاول الحاصل الآن على ديارنا ، هو استمرار للنهج والفكر القرمطي الخبيث الذي يفت في عضد المسلمين .مما لا شك فيه أن الفرق والأحزاب التي في عصرنا الحاضر ومنها ( الحوثيون، حزب الله ، داعش ... وغيرها ) هي امتداد لفرق أضعفت المسلمين وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام ، الذي نظم وفصل كل شيء حتى في أثناء القتال قد وضع شروطا وضوابط للقتال، ولم يجعل الأمر هكذا من غير ضوابط ، فحرم قتل النساء والأطفال والشيوخ أو السطو على أماكن العبادة أو الغدر والفساد في الأرض ، وكانت وصيته صلى الله عليه وسلم للجيش " اغزوا باسم الله في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، أو امرأة ، ولا كبيرا فانيا ، ولا منعزلا بصومعة ، ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنها ، ولا تعقروا بهيمة ولا شجرة تثمر ) ونرى اليوم هذه الفرق وهي تُمارس كل الأعمال السيئة من تفكيك وهدم للأمة الإسلامية ، فما تقوم به هذه العصابات تشيب لها الرؤوس من هول المجازر التي ترتكب وللأسف باسم الدين .ولذلك فمن الأمور المهمة التي يجب علينا معرفتها ، هي أن نعرف من هم أعداؤنا الحق ، إن ما نعيشه نحن بالذات – يعتبر مخاضا عسيرا يجب علينا تجاوزه بأقل الخسائر ، وأن نستفيد من دورة التاريخ الذي يعيد نفسه ، وإن تغيرت الأسماء والأماكن فنحن نرى عودة للحشاشين والقرامطة والعبيديين بهيئات مختلفة ، حتى وإن خدعوا البعض بإعلامهم وحبهم للدين وأهله ، فيجب ألا ننخدع ، وحسبنا دليلا على كذب ادعاءاتهم تطابق مصالحهم مع مصالح أعداء الدين والأوطان ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .