02 نوفمبر 2025
تسجيللن تشكل الانتخابات الرئاسية في سوريا التي تبدأ الحملة لها اليوم الاحد اي فارق في مستقبل الشعب السوري، سوى انها من عراقيل كثيرة تزيد الازمة المتطاولة تعقيدا جديدا. ويبدو ان اهتمام نظام بشار الاسد بهذه الانتخابات يعود الى كونه يعتقد انها تشكل مرجعا لمنحه نوعا من المشروعية، ناسيا الجرائم والمجازر البشعة التي يشيب لهولها الولدان، التي جرى ارتكابها خلال السنوات الثلاث الماضية.لقد نشأ النظام صاحب السجل الاسود على مدى اربعة عقود في سوريا؛ دمويا مستبدا ظالما، وصعد على جماجم الكثير من ابناء الشعب السوري، حتى انتهى به المطاف الى ارتكاب مذابح ومجازر غير مسبوقة عبر سفك شلالات من الدم السوري. وخلال كل هذه العقود الاربعة من حكمه لم تكن للديمقراطية او التعددية مكان، بل ان هذه الانتخابات التي يجري الاعداد لها حاليا ويتنافس فيها بشار الاسد مع اثنين من المرشحين، لا تعدو كونها نوعا من انواع الاستفتاء على بقاء الاسد في منصبه، تحت ستار انتخابات تعددية شكلية محسومة النتائج سلفا.ومع ان قيام هذه الانتخابات أمر مشكوك فيه من الناحية العملية، بسبب استمرار الحرب ووجود ملايين المهجرين والنازحين وانعدام وجود سفارات في معظم أرجاء العالم، وخروج مناطق كثيرة عن سيطرة الدولة، الا انها في حال جرى تنظيمها، تبقى فاقدة لأي نوع من انواع المشروعية والمصداقية.ان مجرد الدعوة لهذه الانتخابات يكشف بجلاء خرق النظام السوري لالتزاماته وتعهداته بالعمل بموجب مقتضيات اتفاق "جنيف 1"، الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تتولى إدارة الدولة، الى حين اجراء انتخابات تلبي تطلعات الشعب السوري. ومن الواضح ان هذه الانتخابات التي وصفت بـ"المهزلة" لن تقود سوريا الا الى المزيد من الخراب والدمار، بعد ان اكدت رهان النظام على التمسك بالحلول الأمنية.