16 سبتمبر 2025

تسجيل

ما يزعجك منك وكيفية إصلاحه؟

11 مايو 2013

كل ما نتمتع به من صفات هو شأن خاص يعتمد علينا، وعلى ما نحلم به ونطمح إليه، فلا يأخذ حجمه إلا إنْ سمحنا له بذلك، مما يعني أن الجزء الأكبر من مسؤولية تقدمنا نحو الأفضل يقع علينا نحن؛ لنتحمله قبل أن يفعل غيرنا، وعليه فإن مهمة إصلاح الأمور لن تستند إلى أي مطلب من المطالب سوى ذاك الذي ينادي بإجراء بعض التعديلات على ما نتمتع به من صفات شخصية يتحكم بها كل فرد؛ لينتهي الأمر بما يليق بالجماعة، التي تبدأ منه، وتقوم عليه فيما بعد وضمن مراحل مختلفة ستشهد صراعات متنوعة، يمكن أن يشهد بعضها ما يُعرف بالفوز الكبير، في حين سيشهد البعض الآخر ما هو غير ذلك. إن حديثنا اليوم هو عن الصفات الشخصية (السيئة) التي تخلتف من فرد لآخر، ولكنها تُعد مشكلة حقيقية لكل واحد منهم، فهي تلك التي تعرقل تقدمه بين أقرانه ما لم يُوجهها لاتجاه آخر، ويتقدم بها بشكل جديد أكثر فائدة وأقل ضرراً عليه وعلى غيره، وهو ما قد شق طريقه مع البعض من خلال تجارب مُشرفة نحب التعرف عليها، وعلى تلك الكيفية التي حولت لهم صفاتهم السيئة إلى أخرى أفضل منها، خاصة وأنهم لم يتخلوا عن تلك الصفات، ولكنهم غيروها للأفضل، فالمعروف بأن لكل شيء في هذه الحياة العديد من الجوانب، وهو الوضع ذاته مع الصفات التي نتمتع بها وإن لم نكن لنستمتع؛ وذلك لأننا نُسلم لفكرة وجودها، دون أن نستسلم لها وذلك بتعرفنا على الجانب الإيجابي منها؛ كي نُعدله ونهتم به؛ ليصبح بشكل أفضل بكثير مما كان عليه الوضع من قبل، وهو ما سندركه معكم من خلال الزاوية الثالثة هذا اليوم، فإليكم ما هو لكم. من همسات الزاوية لا يهم ما تعاني منه وإن كان عيباً يُعيبك ويُكللك بشقاء يزعجك كل الوقت، ولكن ما يهم فعلاً هو تمكنك من التعرف عليه فيك، وتحديده بمعرفة الأضرار التي يقع بها عليك وعلى الآخرين؛ للخروج بكل الحلول التي تمسك بيدها مفاتيح المساعدة التي تستطيع تحويل الحياة من حولك نحو الأفضل، حيث يجدر بها أن تكون، وهو ما يعتمد على كل فرد يدرك من نفسه ما لا يدركه غيره، ويعلم جيداً بأن الحياة ستبدو أفضل حالاً إن جاهد كل واحد منا نفسه، وعالج كل ما يعاني منه من صفات سيئة؛ لتصبح أفضل وبشكل يتناسب والمصالح العامة، التي تضمن الحقوق لأصحابها، دون الوقوف عليها ـ تلك الصفات ـ والتمسك بها وهي تلك التي تؤخر مسيرة الحياة، وتعيق تطورها وازدهارها. إن تجاوز تلك المرحلة التي تشمل التعرف بالصفات السيئة التي نعاني منها والاعتراف بها ومن ثم معالجتها، يعني تجاوز المرحلة الأولى التي تعقبها مرحلة أساسية لا تقل أهمية عنها، وهي التمسك بكل ما قد سبق لك وإن قمت به في المرحلة الأولى؛ وذلك لأن الرجوع عن كل ما قد قمت به أو حتى عن بعضه يجعلك قابلاً للعودة إلى ما كنت عليه، وهو حتماً ما سيربك خطة الإصلاح التي يجدر بك الالتزام بها، كما يفعل غيرك من أجل المجتمع، الذي يكون تقدمه مهمة تُفرض على الجميع، وعليه فلتحافظ على تلك المهمة، بالتزامك بما عليك من مسؤوليات تبدأ بإصلاح ذاتك من خلال تعديل مسار صفاتك الشخصية وتحويلها إلى كل ما هو جيد.