الشعب الفلسطيني.. إرادة ماضية نحو الانتصار للقضية

قائمة طويلة من الشهداء قدمتهم المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، وقدمها الشعب الفلسطيني في مسيرته الطويلة من أجل حريته واستعادة أرضه وحقوقه، وفي هذا السياق جاء استشهاد ثلاثة من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وعدد من أحفاده أمس في غارة إسرائيلية على سيارة مدنية بمخيم الشاطئ في مدينة غزة شمالي القطاع، لينضموا إلى أكثر من 33 ألف شهيد ارتقوا في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي الإجرامي في أكتوبر الماضي. لقد ظل الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة يقدمون الشهيد تلو الشهيد، خلال محطات مختلفة في مسار النضال ضد الكيان الإسرائيلي والاحتلال الغاشم، وهو ثمن ظل يدفعه، وهم يواجهون عدوا مجرما لا يتورع عن ارتكاب كل أنواع الجرائم، بما في ذلك الإبادة الجماعية، دون تراجع في الطريق نحو الانتصار للقضية وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته. يظن الاحتلال الإسرائيلي، أن سياسة اغتيال أو استهداف القادة وعائلاتهم وأبنائهم أو ارتكاب المجازر الجماعية ستدفع المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني للتنازل عن مطالبهم وحقوقهم المشروعة وعن قضيتهم العادلة، لكن الواقع يقول العكس وأن الاحتلال لم يتعلم شيئاً، حيث كانت كل جريمة ترتكب بحق قادة المقاومة أو الشعب تزيد الفلسطينيين إصراراً على تمسكهم بالمضي في طريق المقاومة للدفاع عن حريتهم وحقوقهم المشروعة. إن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية قادر على الخروج من المحنة الحالية التي يمر بها جراء هذا العدوان الوحشي، المتمثل في عمليات الإبادة الجماعية والأوضاع الإنسانية الكارثية، وهو أشد قوة وأكثر عزيمة من أي وقت مضى على الاستمرار في الطريق نحو تحقيق تطلعاته في دولة فلسطينية حرة بمقدساتها وبالقدس عاصمة لها، دون تفريط في حقوقهم أو تنازل عن أي شبر من الأراضي الفلسطينية. لن يستطيع الاحتلال الإسرائيلي، مهما فعل، كسر إرادة وعزيمة وصمود الشعب الفلسطيني الذي يرنو للحرية.