10 سبتمبر 2025
تسجيللعل واحداً من أعدل القوانين في الحياة هو أن تعلم أن كل ما تعمله وتقدمه سيعود لك حتماً، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.. لأنه سيعود إليك وإن كان من بابٍ آخر أو بشكلٍ مُختلف، فالله لا يُضيع أجر المحسنين، ويحصي كل ما قدّمت.. لذا فمن المفيد أن تتذكر دائماً أنه (كما تدين تُدان) وليس ذلك على مقام ما (ظهر) وبان من الأفعال والأعمال فقط، وإنما كذلك على مستوى ما (استتر) وخفي من المشاعر والأفكار التي ترسلها لغيرك أو تتركها أثراً يجدونه في قلوبهم وعقولهم وأرواحهم.. فكل ما ترسله بان أو توارى سيعود حتماً إليك، وجميع ما تزرعه ظهر أو خفي ستحصده، مهما بلغ مبلغه.. فالنوايا الطيبة لن تُعدم جوازيها، والأفعال النبيلة ستلقى حصادها طال الزمن أو قصر.. لذلك كانت الكلمة الطيبة صدقة لأنها إحسان يُزهر قلب أحدهم فيظن في نفسه خيراً ويطيّب فؤاده بالمسرّة، وعقله بالطمأنينة، ويجبر خاطره بالرحمة والموّدة.. والابتسامة في وجه أخيك صدقة لأنها مرسول الطيب والخير وحُسن النوايا.. ولا يُزهر الخير إلا خيراً.. ولا يُثمر المعروف إلا معروفاً مثله وإن اختلف جنسه وتوقيته. تأكد أن كل شعور وكل فكرة تغرسها في قلب وعقل إنسان سيكون لك حصادها ولو بعد حين.. ومن العميق أن نُدرك أن هذا الأمر ليس مقتصراً على ما ترسله لغيرك، بل حتى معك أنت ذاتك.. كل ما تهديه لنفسك من تهذيب وعناية بطيب القول، وحُسن الظن في ذاتك ونُبل الخلق معها، والاهتمام بك جسداً وعقلاً وشعوراً، ورحمتك بها وما تتحدث به في طويتك لنفسك عن نفسك، وما تُطيّب به خاطرك، وتجبر به كسرك، وما تكرم به مقامك من تسامٍ وارتقاء ستجد ثمرته ثقةً وتمكيناً وقرارة عينٍ وراحة بال عاجلا وآجلاً، بائناً ومستتراً، فكل ساقٍ سيُسقى بما سقى. * لحظة إدراك: كل ما يصدر منك من نيةٍ أو فكرٍ أو شعورٍ أو عملٍ موجه لك أو لغيرك هو دين سيرجع لك، فانظر ماذا تريد أن يعود إليك ثمره، وما تُحب أن ترى حصاده، فالحياة كما قيل (سلف ودين) وما كان ربك بظلامٍ للعبيد.