11 سبتمبر 2025

تسجيل

(( اللهم سَلم سلم ))

11 أبريل 2022

من المفروض أن المسلم يعلم علم اليقين بأنه في هذه الدنيا مجرد عابر سبيل ولن يدوم بقاؤه فيها طويلاً أو لما له نهاية فلا شك بأنه سوف يرحل بلا عودة، والكيَّس الفطن لا بد أن يعد الزاد لتلك الرحلة المهمة وخير الزاد هو التقوى، والذي سوف يجده أمامه وربما يكون بإذن الله سبباً لدخوله الجنة يتنعم كيف ما يشاء. فالجنة هي سلعة غالية ليس لها مثيل قط، وليس لها ثمن بمقاييس بني البشر أو لغيرهم وهي فوق ما يتصورون من نعيم سبق أن رأته أعينهم في الدنيا دار الفناء والمتاعب والهموم والأحزان، دار الظلم والاستبداد والحروب والخراب والدمار والهرج والمرج. ونحن البشر في دار الفناء قد جرفتنا الدنيا لعواديها العسرة لنُكرس جُل أوقاتنا لها نركض ونلهث وراء نعيم زائف وزائل نعتقد بأننا نملكه وهو في حقيقة الأمر سوف يملكه غيرنا آجلاً أم عاجلا أو قد يزول في أي لحظة. فمن أجله كم كذبنا وكم سرقنا وكم زورنا وكم نافقنا وكم ظلمنا وكم أكلنا من حقوق للآخرين وكم، وكم، فلقد طال خراب أخلاقنا ونزع عنها ثوب الحياء والستر ودخل بعض الحمقى والسفهاء في حرب خاسرة بكل المقاييس مع من؟ مع ملك الملوك الخالق الذي أعطاهم كل هذه النعم التي لا تقدر بأي ثمن تعينهم على سبل الحياة وبدونها يكونون عاجزين. وبدل الشكر والعرفان بادر بسوء الأفعال فآذى نفسه وعباد الله وشق عليهم، وقد يكون حرمهم من أبسط حقوقهم ونسي بأن محاكم العدل الإلهية في انتظاره وسوف يقف أمامها خائفاً مرعوباً فلا محامٍ يدافع عنه، ويا لهُ من مسكين حقيقي برغم ما يملك. نسأل الله وإياكم بأن يجنبنا هول ذلك اليوم، وأن يجعلنا بفضله ومنته من الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون..