11 سبتمبر 2025
تسجيلإن التعامل مع الناس حولنا خير طريقة للتعرف على أطباعهم وعلى أصنافهم ومعرفة أساليب حياتهم وقناعاتهم في هذه الحياة.وهنا أردت التطرق لفئة معينة من الناس، وهم المتخبطون في آرائهم بين لحظة وأخرى، وبين رأي وآخر، فنرى أحدهم يتحدث في أمر من الأمور وبقناعة تامة، ولكن سرعان ما تجلس معه لتجد أنه قد غير رأيه تماماً وبدل مبادئه سريعاً وأصبح يناقش في قناعة تامة وكأنه لم يكن معارضاً له من قبل.إن الإنسان السوي في نظري هو الإنسان الذي يملك مبادئ راسخة وقيماً واضحة تقبل التعديل وليس التبديل، وبالطبع لا نعني هنا عدم المرونة والتصلب في الآراء فهذا بالطبع أمر غير صحي، ولكن ما نعنيه بالطبع هو حين يكون المرء مقتنعاً بأمر من الأمور التي تسمى بالثوابت، أو ما يشبهها، وفجأة سرعان ما يغير رأيه نتيجة لتأثره برأي آخر أو ظروف عابرة فيغير شكله سريعاً ويتلون بتلون البيئة المحيطة، وهذا بالطبع أمر في غاية السوء، ومؤشر على أمور عدة منها ضعف الشخصية، وعدم رسوخ القيم والمبادئ عنده، إلى جانب عدم قناعته الحقيقية بما كان يتشدق به، لأن الإنسان صاحب المبدأ القويم حين يقتنع بأمر واضح وجلي يصبح مقتنعاً به قناعة تامة تقبل مع الوقت ومع الظروف بعضاً من التعديل وليس التبديل.ولكن حين نرى إنساناً متخبطاً لابد أن يكون غير مقتنع بما يتحدث به وإنما يحاول أن يقنع نفسه ويقنع الآخرين بتلك الآراء التي لا تمثل له مبادئ راسخة وإنما كلمات وآراء مسروقة من هنا وهناك.لابد أن نكون أصحاب عقول مستنيرة وآراء ثابتة مستمدة من قيمنا ومبادئنا الراسخة، وحين نعتقد بأمر من الأمور ونناقش بقناعاتنا الراسخة فلابد أن تكون مبنية على أسس قوية، وحين نتعلم أكثر وترتقي معلوماتنا فإنه من الممكن أن نعدل قناعاتنا وبمقدار معين بقدر ما ارتقت أفكارنا.لأننا كلما تعلمنا أكثر عرفنا أننا لم نكن نعرف شيئاً في هذه الحياة، وصدق القائل:كلما أدبني الدهر أراني ضعف عقلي وكلما إزددت علماً زادني علماً بجهلي