10 سبتمبر 2025

تسجيل

تحية لعماد الأسرة في الشهر الفضيل

11 مارس 2024

أولى الإسلام جانب المرأة عناية عظيمة واهتمامًا كبيرًا، فتكاثرت النصوص لبيان رفعة مكانتها ووجوب تقديرها، بل زادت على تقدير المرأة تقدير من أحسن تقديرها، فجعلت الجنة تحت قدميها أمًا، وجزاء من أحسن إليها بنتًا، وتمامَ دين الرجل بكونها له زوجة وشطرًا. ويعد يوم المرأة العالمي ولقرب شهر رمضان المبارك ودورها البارز فيه، أردت أن أختار من المرأة الأعلى دورًا ومكانةً وهي الأم، إن للأم دوراً بالغاً وعظيماً تجاه أسرتها، فهي الأم، والمربية والمعلمة، ومنبع المودة والرحمة والحب والثقة. لا يعرف التاريخ دينا ولا نظاما كرّم المرأة باعتبارها أما، وأعلى من مكانتها، مثل الإسلام، لقد أكد الوصية بها، وجعل برّها من أصول الفضائل، ومن توجيهات القرآن الكريم أنه وضع أمام المؤمنين والمؤمنات أمثلة وقدوة حسنة لأمهات صالحات كان لهن أثر، ولعل في التاريخ نماذج مشرقة من أمهاتٍ كن ذلك النبع المعطـاء، فكان أولادهن ثمـار غرسهن مثل أم موسى -عليه السلام- عندما استجابت إلى وحي الله وإلهامه ومريم ابنة عمران أم عيسى -عليه السلام- جعلها القرآن آية في الطهر والقنوت لله، ووالدة الإمام أحمد بن حنبل صفية بنت ميمونة. بعد وفاة زوجها وهي في سن صغيرة، استطاعت تربية ابنها وحدها وتقديمه إلى عالم العلماء كإمام لأهل السنة، كما لدينا حكايات أمهات الأبطال في قطاع غزة اليوم. نشيد دائمًا بدور الأم في رقي المجتمعات فدورها هو الدور الأهم في بنائه، فالأم هي أهم وأكبر مدرسة يخرج منها الأبناء الصالحون الذين يعملون على تغيير وتطوير المجتمع والحياة، يجب على من يسعى لرعاية الأسرة أن يولي اهتماماً خاصاً بالأم، وأن يضمن تلبية احتياجاتها وحقوقها، بغض النظر عن وضعها الاجتماعي، سواء كانت متزوجة أو مطلقة أو أرملة، حيث تعتبر الأم ركيزة أساسية في النفس والمنزل والأسرة والمجتمع. فكلما تم الاهتمام والسعي لتوفير البيئة المستحقة والصلاحيات اللازمة والملائمة لها ولأبنائها ستقدم للمجتمع جيلا ثابتا قادرا على تحقيق الأهداف المرجوة، لذا أحب أن أشكر كل من يبادر ويسعى لتحقيق ذلك. أختم مقالي هذا بأمي الغالية، جعلك الله من العتقاء من النار في هذا الشهر العظيم، وأسأل الله لكم ولجميع أمهاتكم، رمضان مبارك، وكل عام وأنتم بخير.