سلام أفغانستان.. فرصة تاريخية

الجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر والولايات المتحدة الامريكية والشركاء الدوليون، تدفع نحو التوصل الى اتفاق سلام شامل ودائم في افغانستان، وفي هذا الصدد شهدت الدوحة لقاءات جمعت المبعوثة الاممية ديبورا ليونز مع الاطراف الافغانية والمبعوث الامريكي الى افغانستان زلماي خليل زاد، لدفع وتسريع عملية السلام، وفي السياق، فإن اجماع القادة السياسيين في افغانستان على ضرورة تحقيق السلام بمشاركة الجميع وبضمانات دولية، خطوة اخرى تؤكد انفتاح الجميع نحو التوصل الى تسوية سياسية من اجل افغانستان حرة ومزدهرة ومستقرة. يعزز اتفاق الدوحة التاريخي بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، الموقع 29 فبراير العام الماضي، عملية السلام التي تشهد دعما اقليميا ودوليا، وهذا الزخم والاجتماعات المكثفة في الدوحة بمشاركة الامم المتحدة تؤكد عزم العالم اجمع على استغلال الفرصة التاريخية التي هيأتها الوساطة القطرية لإنهاء عقود من الحرب والتوصل إلى اتفاق سلام شامل ودائم في افغانستان. تضمنت خطة السلام التي طرحتها الولايات على الاطراف الافغانية مؤخرا ثلاثة عناصر مهمة: "المبادئ التوجيهية لمستقبل أفغانستان، وهيكل الحكومة الانتقالية، وقف دائم لإطلاق النار"، ومن الضرورة بمكان التجاوب معها بجدية لأن رفضها يعني العودة الى الحرب والتي يرفضها الجميع ويعملون من اجل انهاء معاناة الشعب الافغاني. التطلعات في السلام والامن والاستقرار والازدهار، يحققها الافغان بأنفسهم، وهذا يتطلب الارتقاء الى مستوى المسؤولية لاقتناص الفرصة التاريخية في مفاوضات الدوحة، والمضي قدما نحو انجاز اتفاق السلام الذي يتطلع اليه الجميع بعد المكاسب التي تحققت والتي من شأنها ان تحقق الهدف المنشود الذي ينتظره العالم ويكون 2021 عام السلام في افغانستان لتتوجه الجهود الى اعادة الاعمار والتنمية واستدامة السلام.