17 سبتمبر 2025
تسجيلتدمير الآثار التاريخية والمتاحف والاعتداءات على دور العبادة، لن تكون آخر الأعمال الوحشية التي تقدم عليها جماعة «داعش»، بعد القتل والنحر والحرق والصلب والجلد والرجم والرمي. إن هذه الممارسات البربرية تقضي على إرث إنساني يجب الحفاظ عليه، ولا يجوز الاقتراب منه أبدًا، وهي تحرمنا من التعرف على الروائع الإبداعية التي ميزت هذه المنطقة ومنذ آلاف السنين ، وعلى التأريخ الوجودي لأولى الحضارات في العالم، وهي تنافي مقاصد الدين. رئيس "حركة النهضة" التونسية راشد الغنوشي، وصف منتسبي "داعش" بأنهم "جمعوا بين جهل وتطرف الخوارج وهمجية التتار"، داعياً إلى "إنقاذ الأمة من شرهم وبغيهم". وتساءل، في تغريدة على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: "هل "داعش" أعلم وأفقه من أبي حنيفة وأحمد بن حنبل وجميع العلماء والصحابة الذين عاشوا في العراق أرض الحضارات، ولم يفكروا أبداً في تدمير إرث العراق الحضاري، هؤلاء لا يمتون إلى الإسلام بصلة". لكن لا تقوم «داعش» بالإقدام على ذلك كله بكل أريحية ترضية لغرورها الأيدولوجي، و الجانب الصادم في الموضوع ما أشارات إليه صحيفة «التايمز» البريطانية في أن تنظيم «داعش» يسرق القطع الأثرية من سوريا والعراق ويبيعها بشكل مباشر لأشخاص وجهات في دول أوروبية. وذكرت أن التنظيم يبيع اليوم القطع الأثرية التي تقدر بملايين الدولارات مباشرة إلى جامعي التحف في الغرب لكي يقوم بتمويل عملياته العسكرية. لقد ابتليت المنطقة بعيّنةٍ تدّعي التدين، وهم في الحقيقة أصحاب أجندات سياسية وشخصية، يفهمون التدين حسب مزاجهم ورغباتهم ويريدون فرضه حسب طريقتهم وأهوائهم، حتى لو تم استخدام أبشع الأساليب والوسائل والمجازر. وهم المستعدون للقيام بأي عملٍ، يحقق مصالحهم، حتى لو كان اعتداء وقتلاً للإنسان المختلف في الدين والعقيدة والمذهب والفكر. تراهم في العراق وسوريا وليبيا وأفغانستان وباكستان ونيجيريا، والسؤال متى سيأتي الوقت لكي يتم توحيد الجهود الدولية لمواجهة كل هذا التطرف وجماعته والمؤسسات والدول التي تدعمه وتنفق عليه ؟ أم أن الوقت لا يزال مبكراً؟!