26 أكتوبر 2025

تسجيل

مثل مباراة كرة

11 مارس 2015

ما الذي يجمع بين الرواية والكرة غير أيام العطلة، والكسل المديد الذي يتيح لي قراءة رواية ساعات الظهيرة، ومشاهدة بعض مباريات الدوري الإسباني والإنجليزي أمسية السبت؟. لاشكّ أن المتعة الأدبية التي تمنحها قراءة رواية متعة عظيمة تترك أثرها زماناً، كما أن حضور مباريات الكرة التي تلعبها الفرق الكبيرة، تترك أثرها في الأيام التالية، ولابدّ أن الرواية ومباراة الكرة بوصفهما فنّين ممتعَين، يحتكران الكثير من وقت شريحة واسعة من المتابعين، أو الغاوين الجدد، وفي النظر إلى منشئهما المشترك في تربة الحداثة الأوربية، نراهما يتقاطعان على عناصر مشتركة كثيرة، فأبطال أي روائي هم لاعبو فريقه على مستطيل ورقي يجريان في أرض الرواية حتى الصفحة الأخيرة، في حين ترى اللاعب الماهر بطلاً لرواية الأمسية، أقصد مباراة الأمسية، فالأرجنيتني ميسّي مثلاً هو بطل جميع مباريات المؤلف غوارديولا في أثناء توليه تدريب برشلونة، والفرنسي جان فالجان هو بطل مباريات المدرب فيكتور هيغو أثناء تدريب فريق (البؤساء).ما الذي يجعلنا نصبر على البدايات السيئة أو المملة، في الصفحات الأولى للرواية أو الدقائق الأولى للمباراة، غير ظننا بمفاجأة طيّ الصفحات أو الدقائق، تأتي من قدم لاعب، أو فكرة مؤلف، فأحابيل المدربين والمؤلفين واحدة، وثقافات الشعوب تنعكس على أساليب متعتها وتذوقها، فأمريكا اللاتينية التي أنتجت اللعب الجميل، هي ذاتها التي أنتجت الواقعية السحرية، وأوربا الشرقية التي فاجأتنا بفرق وطنية في المسابقات الدولية مثل صربيا واليونان والمجر أيام الستينات، هي من قدمت اليوناني كازنتزاكي ورائعته "زوربا" الهداف الروائي الذي فاق في شهرته راقصي السامبا مثل "جونيور" أحد نجوم عام 1982.وبرغم قناعتي أن الكتلة البشرية المحصورة في ملعب أو صفحات كتاب، يختلف أفرادها بين افتراضي موافق للواقع، أو واقعي موعود بالتحليق في عالم الأساطير، فالحياة مباراة كبيرة، أو رواية طويلة.. لافرق.