14 سبتمبر 2025

تسجيل

إن رغبت بتذوقها

11 مارس 2014

إن كل ما يفرض علينا الخوف؛ كي نعيش تفاصيلَه المُرعبة قبل أن يصل بنا اليوم إلى الغد هو غياب (ملامح الغد) التي تبدو وكأنها في غيبوبة لا تسمح لها بأن تفيق؛ كي ندرك معها ما يمكن أن يكون عليه الغد المُنتظر، وهو ما نشعر معه بالعجز وقلة الحيلة فنصغر مهما كبرت المراتب وعَظُمت؛ لأننا وفي نهاية المطاف نخضع لحقيقة واحدة.. هي أن الله أكبر وأعظم من أي وكل شيء، وهو القادر على خلق ما يريد كما يريد؛ لنحصل عليه وفي النهاية حتى ـ وإن امتدت مسافات الانتظار ـ التي ومن دون شك ستصل بنا حيث المُراد، ولكن بعد بذل الكثير من الصبر والصبر أيضاً، وهو ما يجدر بنا فعله، ونحن على قناعة تامة بأنه الصواب، أما معارضة الظروف بفرد عضلات الغباء؛ لمنع حضور العقل فهو ما لن يعود علينا بأي شيء سوى أنه سيعود بنا إلى الوراء، حيث لا يجدر بنا أن نكون، خاصة أن كل ما نحتاجه هو التقدم وبخطوات واثقة وجميلة إلى الأمام، حيث الخير الكثير الذي يبدأ ويكون من تلك اللحظة، التي نُدرك فيها أن الهموم وإن كبرت وعظمت إلا أنها ستظل صغيرة أمام رحمة الله وقدرته.في صباح كل يوم نُفيق ومعنا الكثير من الآمال، التي تظل كذلك حتى مرحلة معينة يمكن أن تتجاوزها؛ لتصبح حفنة من الآمال التي نرغب بأن نحقق منها أي شيء نفرح به في نهاية اليوم، وهو ما يمكن حدوثه.. ولكن ليس مع الكل، إنما مع من يحاول ويبذل من المحاولات الكثيرة في سبيل تحقيق ذلك، وهو من يتمتع بصفات أساسية يتمسك بها، ولا يُفرط بها بسهولة، فهو القوي الذي يتمتع بقوة خارقة تُمكنه من تحمل الضغوطات، التي يفرضها الفشل ويحاول بها منعه من متابعة ما يريده، ولكن لتمتع صاحبنا بقوة خارقة فهو لا يُسلم أبداً، وإن عبث به الفشل مرات ومرات، حتى ليحسب بأنه سيد الموقف، الذي سينتهي حين يتلقى ضربة قاضية تقصم ظهره؛ لتعلن فوزه (صاحبنا)، وتمكنه من تحقيق ما يريده، والحق أن أمر تحقيق ما نريده من تلك الآمال لا يقف على رأس القوة فحسب، إذ للعزيمة دورها ونصيبها منه، وذلك لأن القوة لا تقوى على أي شيء، إن كانت تسير وحدها على درب الآمال، فهي بحاجة ماسة إلى العزيمة التي تُلطف الجو، وتُهون على المرء الضيق الذي يُفرض عليه، ويمكن أن يرفض معه الحياة، التي ستحظى بالإقبال والقبول؛ إن اندمجت القوة بالعزيمة وصاحبتهما الحكمة، حيث تتمتع هذه الأخيرة بسحر يُبطل مفعول الفشل؛ ليتلاشى وكأنه لم يكن أصلاً، فلا يُقبل المساء إلا وقد كُتبت الآمال على صدر السماء، كما هو المرجو والمراد.تختلف الهموم التي تعاصرنا وتعصر قلوبنا، وتختلف أيضاً قدرتنا على مواجهتها؛ لإيجاد الحلول المناسبة لمعالجتها، ولكننا نتفق على ذات الحقيقة، وهي أننا نبحث عن الخلاص التام، وكما ورد سلفاً وفي غرة هذا المقال؛ فإن الحلول معنا كل الوقت، وإن لم نكن لنلتفت إليها لأسباب قد لا نتفق عليها، إلا أننا نوافق عليها أحياناً وهو ما يُكسبها حق فرض نفسها علينا وإن رفضنا ذلك، ولكنه ما لا يدوم إن داومنا على مقاومتها ومصارعتها، دون أن نسمح لها بأن تتمادى أكثر وتمتد إلى مرحلة أعمق من حياتنا، وكأنه ما سيأخذنا نحو خطوة واحدة وأساسية؛ وهي ضرورة مواجهة كل ما يمنعنا من تحقيق ما نريده، فإن فعلنا ـ وإن طال الزمن ـ فلاشك بأننا سنخرج بما نريده وبإذن الله تعالى.من القلب وإليهحين تشعر بأن ما تريد ليس كما تريد، تنتابك حالة من الإحباط، وتتناوب على إزعاجك حتى يتعكر صفو مزاجك؛ لتشعر وكأن الحياة قد صارت كخرم إبرة، لا يمكن أن تخرج منها، حيث تريد وبما تريده لك، وهو ما يمكن أن تواجهه إما بكثير من الغضب الذي سيأخذك إلى محطات بعيدة تبعد كل البعد عن هدفك، الذي تسعى إلى تحقيقه، وإما أن تواجهه بكثير من الشجاعة التي تحمل في جعبتها: الصبر، القوة، العزيمة، والحكمة، أي كل ما سيُمزج؛ كي يقدم لك مزيجاً عجيباً سيُضبط مزاج الظروف؛ لتسير وفرح الانتصار يحيط بك من كل جانب، فتتميز عن الآخرين بما سيجعلك الوجهة التي سيحلمون بها، كما سبق لك أن فعلت؛ لذا وإن رغبت بتذوق هذه الحلاوة، فيجدر بك أن تقوم بفعل ما قد ورد في هذا المقال؛ كي تدرك تلك الحلاوة فعلاً، وهو ما سيكون لك بإذن الله تعالى؛ لذا وحتى يحين ذاك الحين نسأل الله التوفيق للجميع، وليرحمك الله يا أبي.