12 سبتمبر 2025

تسجيل

جامعة تكساس أي أند أم.. تخضع لحملة التسييس والتضليل ضد قطر!!

11 فبراير 2024

نجحت دولة قطر عبر مؤسسة قطر (Qatar Foundation) قبل عقدين من الزمن بتحقيق خطة طموحة باستضافة أفرع ست جامعات أمريكية عريقة في المدينة التعليمية التابعة للمؤسسة في الدوحة-بالإضافة إلى جامعة تكساس أي أند أم، جامعة جورج تاون، جامعة نورث ويسترن، جامعة فرجينيا كومنولث، جامعة كورنيل للطب، جامعة كارنيجي ميلون، وجامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال- HEC Parisبالإضافة إلى جامعة حمد بن خليفة. واجتذبت الجامعات آلاف الطلبة من قطر ومن الدول الخليجية والعربية وغيرها للاستفادة أكاديمياً وبحثياً من أفرع تلك الجامعات دون الحاجة للسفر والتغرب بعيداً في الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى. وهكذا أصبحت مؤسسة قطر صرحا أكاديميا وبحثيا مميزا في الخليج والعالم العربي. وقد زرت مؤسسة قطر وجامعة حمد بن خليفة وتعرفت على بعض أعضاء هيئة التدريس فيها وشاركت بمؤتمر في مركز الدراسات في جامعة جورج تاون. شخصياً أعلم أهمية ومكانة جامعة تكساس اي أند أم عن قرب لأنني درست مرحلة الدكتوراه في جامعة تكساس في أوستن عاصمة ولاية تكساس. وهي الجامعة الأولى والرئيسية في الولاية- ومن أكثر الجامعات الرسمية الحكومية رصانة وتميزاً- وعلى مدى عقود وأجيال كانت جامعة تكساس أي أند أم- (تأسست الجامعة عام 1876) في مدينة كوليدج ستيشن قرب مدينة هيوستن أكبر مدن ولاية تكساس. وأتت شهرة جامعة تكساس اي أند أم بتخصصاتها المميزة في مجال الزراعة والهندسة. وكانت الخصم اللدود لجامعتنا في المنافسات الأكاديمية بالنسبة لترتيب التخصصات، وفي المنافسات والبطولات الرياضية. لذلك كان تصويت مجلس أمناء جامعة تكساس أي أند أم في الولايات المتحدة (7-1) بإنهاء عقد الشراكة مع مؤسسة قطر بعد 20 عاماً من الشراكة والتعليم وتخريج أكثر من 1500 طالب - وإغلاق فرعها في الدوحة عام 2028- صادماً وغير متوقع بسبب العلاقة الوثيقة التي تم نسجها بين الطرفين. خاصة مع نجاح دولة قطر بالتحول لقطب مهم وفاعل على المستويات الخليجية والعربية والمنطقة كلاعب مؤثر وصانع سلام وتحقيق وحصد نجاحات مهمة في مجال دبلوماسية الوساطات وحل النزاعات والخلافات وإشادة القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة والرئيس بايدن وإدارته بمحورية دور قطر في التعاون لحل النزاعات وخفض التوتر والتوسط بين الولايات المتحدة وطالبان وبين الولايات المتحدة وإيران وصفقة تبادل السجناء. وآخرها لعب قطر لدور قيادي بالتوصل لهدنة ووقف إطلاق نار لمدة أسبوع بين حماس والطرف الإسرائيلي بمشاركة مصر والولايات المتحدة في نوفمبر الماضي وتبادل 100 محتجز لدى حماس مقابل 240 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال. واستمرار دور الوساطة القطرية لهدنة طويلة الأمد وصفقة تبادل مزيد من السجناء والأسرى! كما يكرر الرئيس بايدن وأركان إدارته وخاصة وزير الخارجية بلينكن- أنهى الأسبوع الماضي زيارته الخامسة إلى قطر- إشادتهم بدور قطر البناء في الوساطات لحل الخلافات، والعمل على التوصل لاتفاق وصفقة برغم الصعوبات وتعنت نتنياهو. كما سبق ورقى الرئيس بايدن العلاقة مع دولة قطر إلى «حليف رئيسي من خارج حلف الناتو» في يناير 2022-تقديراً لدور قطر المميز بالمساعدة بإجلاء أكثر من 70 ألفا من المواطنين الأمريكيين والأفغان العاملين مع القوات الأمريكية في أفغانستان وحاملي الإقامات الدائمة في الولايات المتحدة ومواطني دول غربية. واستضافتهم في مرحلة انتقالية «ترانزيت»- بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في أغسطس 2021. لذلك كان قرار مجلس أمناء جامعة تكساس أي اند أم (7-1) صادماً وفي غير محله ولا يراعي أهمية الشراكة على مدى 20 عاماً-خاصة بعد تجديد العقد عام 2021 حتى يونيو 2033! كما أن تبرير إنهاء الشراكة كان واهياً وغير مقنع: «بسبب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط»!! كيف ذلك وقد استضافت قطر أهم حدث رياضي على مستوى العالم قبل عام- كأس العالم لكرة القدم- واستضافت قطر خلال الشهر الماضي كأس آسيا ومؤتمرات عالمية؟ وستستضيف قطر الشهر القادم أول وأكبر «قمة ويب» تكنولوجية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- تبحث مستقبل التكنولوجيا. والسؤال لماذا لا تبدي الجامعات الأمريكية والعالمية الأخرى في قطر أي مخاوف من الوضع الأمني الذي تعللت به جامعة تكساس أي أند أم لإنهاء الشراكة! انتقد بيان مؤسسة قطر على موقعها الرسمي في منصة X قرار مجلس أوصياء جامعة «تكساس إي أند أم» إنهاء الشراكة مع مؤسسة قطر: بالتأكيد «إن من المثير للقلق أن هذه المعلومات المضللة كانت العامل الحاسم في اتخاذ هذا القرار بما يتجاوز المبادئ الأساسية للتعليم والمعرفة، دون أي اعتبار للتأثير الإيجابي الذي أحدثته هذه الشراكة على كل من دولة قطر والولايات المتحدة...و»إنه لمن المخيب للآمال أن تقع مؤسسة أكاديمية ذات مكانة عالمية مثل جامعة تكساس إي أند أم ضحية مثل هذه الحملة، وتسمح للسياسة بالتسلل إلى عملية صنع القرار لديها»... و»لم يكلف مجلس أوصياء الجامعة نفسه في أي وقت عناء التواصل مع مؤسسة قطر لتقصي الحقيقة قبل اتخاذ هذا القرار الذي بني على أساس خاطئ». وختم البيان مؤكداً «أن تجاهل مصالح الطلاب وسعيهم للحصول على المعرفة لن تؤثر في رؤيتنا للتعليم العالي في مؤسسة قطر واستراتيجيتنا لتحقيق هذه الرؤية. ولطالما اعتقدنا اعتقادًا راسخًا بأن التعليم يسمو على المصالح الخاصة والتأثيرات الضارة، وسنظل ملتزمين بذلك». خضع مجلس أمناء جامعة تكساس أي أند أم كجامعات أمريكية أخرى، لحملة ترهيب وافتراءات واتهامات لإدارات واتحاد طلبة جامعات ب»معاداة السامية»، توسعت منذ حرب إسرائيل على غزة، ووصلت لاستجوابات مستفزة لرؤساء جامعات في الكونغرس، أجبرت رئيستي جامعتي Harvard وPenn العريقتين على الاستقالة! لكن لن يغير ذلك من أهداف ورسالة مؤسسة قطر! ولن يضعف قوة قطر الناعمة.