10 سبتمبر 2025

تسجيل

إسرائيل تندفع بسرعة نحو النهاية.. هل تريدون دليلا؟!

11 فبراير 2024

وعدتكم أنني سأبحث عن أدلة واقعية تؤكد أن نهاية دولة الاحتلال الاسرائيلي تقترب، بالرغم من أنني أعتقد يقينا من خلال دراساتي الاسلامية والتاريخية أن انهيار هذه الدولة سيحدث فجأة؛ وبأسرع مما يتخيل كل الباحثين عن الحقائق التي تحاول أمريكا إخفاءها. لقد اعترف مسؤولون في المخابرات المركزية الأمريكية أمام الكونجرس أن اسرائيل غير قادرة على هزيمة حماس. وهذا الاعتراف يمكن أن يفسر لنا لماذا تحاول الادارة الأمريكية الآن البحث عن صفقة تحقق لإسرائيل صورة نصر. فهزيمة اسرائيل في أي حرب سيكون لها الكثير من النتائج السلبية على نفسية الاسرائيليين، ويمكن أن تدفع مئات الآلاف منهم إلى الهجرة إلى أوروبا وأمريكا. لكن الجيش الاسرائيلي لا يستطيع القتال في حرب طويلة، لقد تعود على الانتصار في حروب خاطفة بأقل قدر من الخسائر البشرية، لأن جنوده لا يستطيعون الصمود في حرب مفتوحة، وغير تقليدية أمام رجال يعتقدون أن الشهادة طريقهم للفوز برضا الله وجنته، وأنهم سوف ينتصرون يقينا، ويحررون أرضهم. أشارت إلى هذا المعنى كارولينا ليندسمان في مقال نشرته جريدة هآرتس حيث قالت: إن الاسرائيليين حريصون على الحياة، ويخافون أن يخسروها، وليسوا مستعدين للتضحية بأنفسهم من أجل دولة اسرائيل. وبذلك قدمت مؤشرا مهما على أن نهاية اسرائيل تقترب، فمن أهم الخصائص المميزة لشخصية الاسرائيلي أنه أحرص الناس على حياة، لذلك لا يمكن أن يكون محاربا شجاعا يقاتل وجها لوجه. لقد انتصرت اسرائيل على الجيوش العربية النظامية عندما كان التفوق في مجال الأسلحة هو العنصر الحاسم في المعركة، فتمكن الجيش الاسرائيلي من تدمير الطيران المصري على الأرض في 5 يونيو1967، فقام عبد الناصر بإصدار أمره بسحب قواته. بذلك انتصرت الآلة على الآلة، والسلاح على السلاح، والطائرات الاسرائيلية على الطائرات المصرية الرابضة في مطاراتها، فكان كل الدور الذي قام به الجندي الاسرائيلي هو الضغط على الزرار لتنطلق الصواريخ والقنابل وهو دور لا يحتاج إلى شجاعة ورجولة وبطولة. أما التجربة التي يواجهها الجيش الاسرائيلي في غزة فهي جديدة تماما، حيث يخرج له الأبطال المؤمنون من بين ركام المنازل المدمرة بأسلحة بسيطة قاموا بتصنيعها، وبذلك يواجه الجندي الاسرائيلي الموت الذي يخشاه، ولا يعرف من أين يأتيه. أما أبطال فلسطين فقد استدعوا كل ما تختزنه ذاكرتهم من بطولات أجدادهم الفرسان الذين حرروا فلسطين من الاحتلال الروماني، ومن الاحتلال الصليبي، وأطلقوا لخيالهم العنان، ليحققوا حلمهم الذي لا يمكن أن ينكسر أبدا، لأنه يشحذ العزائم ويقوي الهمم. مرت أربعة أشهر، والجيش الاسرائيلي يدمر غزة بأسلحته المتقدمة التي توفرها له أمريكا، ويرتكب جرائم ضد الانسانية، فيقتل آلاف الأطفال والنساء، لكن الجنود يخافون من مواجهة أبطال غزة الذين يملأ الايمان قلوبهم. أبطال غزة يقدمون الأدلة على أن الايمان بالله والجهاد في سبيله أقوى الاسلحة، فهذا البطل فائز في الحالتين، فإما أن ينتصر ويحرر القدس وفلسطين، ويعود إلى بيت جده عزيزا كريما أبيا يفخر بجهاده وتضحياته، ويستحق اعجاب الأحرار في كل العالم، وإما أن يفوز بالشهادة، فيجد نفسه في جنات النعيم بصحبة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لذلك لا يمكن أن تقهر القوة الغاشمة هذا البطل المؤمن. أما الجندي الاسرائيلي فهو يعرف أن هذه الأرض ليست أرضه، وأنه اغتصبها بقوة السلاح، ولقد جاء ليعيش عليها آمنا مرفها يتمتع بخيراتها، لكنه لا يمكن أن يموت من أجلها، فإن مات فقد حياته، وهي أغلى عليه من دولة اسرائيل ومن العالم كله. هذه هي طبيعة المواجهة التي لا يمكن أن تنتهي إلا بزوال اسرائيل وتحرير فلسطين، ولقد بدأ النموذج الذي قدمته حماس يثير خيال الكثير من المسلمين الذين أصبحوا يتمنون الوصول إلى غزة ليشاركوا في تحقيق النصر، أو يفوزوا بالشهادة. والأيام القادمة ستحمل الكثير من المفاجآت، والبصيرة ترى أضواء النصر.