13 سبتمبر 2025
تسجيلأوجد العلم التفسيرات القيّمة للسلوك البشري، ووضع لكل فئة منهم الأسباب والدوافع والتحليلات المناسبة، بعد دراسة وتجارب طويلة، ولكن تظل لكل واحد منا رؤيته الخاصة، التي يستطيع من خلالها وضع تحليلاته وتفسيراته لأي سلوك يصادفه، ليس شرطاً أن نكون صائبين، ولكن على الأقل لدينا آراؤنا التي عليها نبني تصرفاتنا مع الآخرين. لا يخلو مجتمعنا من العيوب، كما هو العالم من حولنا، فنحن لسنا كاملين ولسنا ملائكة، رغم ادعاء الكثيرين بالمثالية، ورغم إصرارهم على إظهار المجتمع بتلك الصورة، التي اعتبرها شخصياً علامات مرض لابد أن تزول، فإذا أردت أن تعالج؛ عليك أن تكشف على الوجع وتفحصه وتحلله وتقدم علاجاتك بطريقتك ودورك في هذا المجتمع وليس (بالفلسفة) والحديث عما هو ليس موجودا إلا على الورق وفي الأحلام. ولأني منحازة نوعاً ما إلى بنات جنسي، وأقف في صفهن متى استدعت الحاجة إلى ذلك، طبعاً بمنظوري الشخصي ووفق قناعاتي واقتناعي بهذه الحاجة، كان علي أن أرفع صوتي لأقف ضدهن أيضاً، ولست أقصد بالضد هنا (العدواة) إنما (بالنصح والإرشاد)، فهناك من تستحق الإيقاف للتنبيه، وهناك من تستحق القسوة في الأسلوب، وهناك من تحتاج إلى أكثر من ذلك، وتكفي الإشارة، فاللبيب من الإشارة يفهم، كي لا (يزعلون علينا أهل حقوق المرأة) ولا يتهمني المثقفون بالتخلف، فهناك فئات من جنس المرأة ما زالت وبرغم كل هذا التمجيد الذي تعيشه المرأة في عصرها الذهبي هذا، والذي أعطاها أكثر مما كانت تحلم به ذات يوم، من هن محدودات الفكر، سطحيات الشخصية، قاصرات النظر، يصل بهن الحال إلى التفاهة في فهم الحياة، فلا عقل ولا منطق ولا حتى وعي، إفلاس حقيقي مصدره جهل الذات، عندما أتأمل بعض النساء اللائي جمعتني بهن صدف الحياة وأجبرتني دون إكراه على التعاطي معهن، أجد نفسي حزينة جداً عليهن، لذلك الإطار الضيق الذي يحصرن أنفسهن فيه، فاهتماماتهن محصورة في قشور الحياة، بين الأسواق والملابس والعطورات والماركات والموضة وبين الثرثرة والمجالس النسائية والتسكع في المجمعات، والإعلام الهابط الذي يصدر لهن الهبوط الفكري الأخلاقي ويستغلهن بمختلف الأشكال والطرق، وبين الطبخ والنفخ ومشاكل الخدم وطبعاً بين الرجل الذي غالباً ما يقترب سعيداً بتلك البهرجة الكاذبة التي يزيفن بها شخصياتهن والأصباغ التي يدهن بها وجوههن ومن ثم يستيقظ بعد أن وقعت الفأس في الرأس وأنجب الأبناء، اكتشف أن من اختارها زوجة تشاركه الحياة خاوية العقل باردة الروح عقيمة الوعي، وبعد الصدمة لا يجد حلاً إلا الهرب منها وخلق أجواء أخرى خارج المنزل أو يستسلم ويتبع أضعف الإيمان وهو لزوم الصمت، ويعيشان في تعاسة يحكمها الروتين والمجتمع المعلب. قال المفكر الغربي جان جاك روسو: (إن الرجل من صنع المرأة، فإذا أردتم رجالاً عظماء أفاضل فعلموا المرأة معنى عظمة النفس ومعنى الفضيلة)، فهذا المخلوق الضعيف قادر على أن يغير وجه المجتمع متى ما صلح، وقادر على العكس متى ما فسد، ولكن للأسف كلما تقدمنا إلى الأمام سارت الأنثى تجاه التخبط والتعلق بالظواهر والشكليات والبهرجة الزائفة التي يغذيهن بها الإعلام الهابط، ولا أعلم بالضبط من المسؤول الأول عن ذلك، هو الإعلام الذي يُسخف من وجودها باستغلاله لها وجعلها سلعة دعائية للترويج الإعلاني وبالبرامج السطحية، التي تركز على حصرها في الطبخ والترفيه دون الاكتراث لعقلها لأنه يركز على جسدها أكثر، أم من الرجل الذي مارس لعقود سلطته وقلل من وجودها وعمد إلى تهميشها، أم من المجتمع الذي كان في يوم يتجاهلها ويكممها حتى أصبحت خانعة مستسلمة، أم هو الغزو الثقافي الذي امتد لينتشلها من مجتمعها فضيعها عن نفسها ولم تعد تعرف ما لها وما عليها ولم يعد لديها اتجاه واضح لأنها تتبع النمط السائد في المجتمع. عزيزتي متى ستنتبهين إلى أنكِ عقل يحرك جسداً وليس العكس؟! إلى متى ستظلين محدودة الفكر ضيقة الأفق؟! إلى متى ستقفين في عنق الزجاجة تخنقين نفسك وأحبابك في سطحياتك؟!، متى ستدركين أن الحياة قصيرة وأن عمركِ فيها أقصر؟!، متى ستحركين ذلك العقل العاطل عن العمل وتثقفينه بالمعقول من أجل نفسك ومن حولكِ؟! متى ستتوقفين عن الثرثرة وتضييع الوقت؟!، ألم يخطر ببالك يوماً أن تغيري حياتكِ، أسلوبكِ، تفكيركِ قبل أن تغيري وجهك بالزينة وعمليات التجميل؟!، لماذا تسمحين للمستغلين أن يجعلوك أضحوكة، ومن الآخرين سخرية؟! لِمَ تصريّن بجهل على تأكيد المقولة الشهيرة التي يتباهى بها السطحيون (انكِ ضلع أعوج)؟!، أليس هذا زمنك وأنتِ سيدته الآن، لماذا تقفين فيه مع المتفرجين وتسيرين فيه مع السائرين، دون أن تنتبهي لما تريدين وما يجب أن يكون؟!، عزيزتي، اصنعي لنفسك مكانا ليس بالخروج ومزاولة العمل وغير ذلك من ضروريات الحياة اليوم، فهذا شيء آخر، إنما بإثراء نفسك بالثقافة والأسلوب الراقي والترفع عن السخافات التي تنقصكِ، ضعي لنفسك هدفا واسعي من أجل تكوينه باتزان، اقتربي من الله واتركي الانفتاح الذي يخرجكِ عن حشمتكِ. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. ماذا تريدين مني أن أقول لكِ أكثر فإذا لم تدركي أنتِ ما أعنيه من داخلكِ فما نفع قلمي.