12 سبتمبر 2025
تسجيلحقائق مدهشة كشفها الطب الحديث في عالم الجينات ويقول عميد كلية الطب بجامعة جورج واشنطن بأن دماغ الشخص الأكبر سناً هو أكثر نضجاً، وأن الانسان في عمر الستين الى الثمانين يصبح تفاعل نصفي الدماغ الأيمن والأيسر عنده متناغماً مما يوسع إمكانياته الإبداعية، وهذا التفاعل هو المطلوب للإنسان العادي في أي عمر ليكون مبدعاً وذكياً ومتفتحاً، وهذا هو السبب في أنه من بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، يمكنك العثور على العديد من الشخصيات التي بدأت للتو أنشطتها الإبداعية. المجتمعات المتحضرة والمتخلفة المجتمعات المتحضرة علمياً وثقافيا تلاحظ بأن ذوي الأعمار الكبيرة هي التي تستلم زمام الأمور فيها سواء في المجال السياسي كما نرى في أعمار رؤساء كثير من البلدان المتحضرة ورؤساء الأحزاب والعلماء وأساتذة الجامعات والمفكرين والمبدعين لأن سن الستين عاماً هو بداية الحياة الفكرية والابداعية الصحيحة، أما المجتمعات المتخلفة هي التي تفقد طموح وإبداع الذين تجاوزوا الستين والسبعين، للتخلص من المنافسين الأشد علماً وخبرةً و تعقلا، وللأسف في بعض الدول يحال الشخص الى التقاعد في هذا العمر بحجة انتهاء دوره في الحياة ويستبدل بشخص اقل عمراً، وبهذا الاجراء يفقد مجال العمل الحكومي والخاص في تلك الدول الكثير من فرص الابداع التي يختزنها دماغ هؤلاء المسنين. أسباب الإبداع عند بلوغ الستين من المعلوم أن دماغ الانسان لم يعد يعمل بالسرعة التي كان عليها في الشباب، وهذا أمر طبيعي لذلك فإنه يكتسب المرونة، كلما تقدم في العمر، مما يتيح له أن يتخذ القرارات الصحيحة ونكون أقل تعرضاً للمشاعر السلبية حيث تحدث ذروة النشاط الفكري البشري حول سن السبعين عندما يبدأ الدماغ في العمل بكامل قوته (كلام علمي)، وبمرور الوقت تزداد كمية (المايلين.) في الدماغ، وهي مادة تسهل المرور السريع للإشارات بين الخلايا العصبية، ونتيجة لذلك تزداد القدرات الفكرية بنسبة 300٪ مقارنة بالمتوسط، مما يسمح له بحل مشاكل أكثر تعقيدًا. ويعتقد البروفيسور مونشي أوري» من جامعة مونتريال، أن دماغ الرجل العجوز يختار المسار الذي يستهلك طاقة أقل، ويزيل ما هو غير ضروري ولا يترك سوى الخيارات الصحيحة لحل المشكلة. المقارنة بين دماغ المسنين والشباب أجريت دراسة شملت مختلف الفئات العمرية، كان الشباب مرتبكين للغاية عند اجتياز الاختبارات، بينما اتخذ من تجاوزوا الستين من العمر القرارات الصحيحة، ولإلقاء نظرة على خصائص الدماغ للذين تتراوح أعمارهم بين 60 و 80 توصلت الدراسة بأن الخلايا العصبية للمسنين في الدماغ لا تموت بل تختفي الروابط بينهما ببساطة اذا لم ينخرط المرء في عمل عقلي، كما أن الالهاء والنسيان يكون بسبب كثرة المعلومات لذلك ليس من الضروري ان تركز حياتك كلها على تفاهات غير ضرورية، كما أن الشخص في عمر الستين لا يستخدم عند اتخاذ القرارات احد فصي دماغه في نفس الوقت مثل الشباب ولكن كليهما معاً. وإذا كان الشخص يعيش حياة صحية، ويتحرك، ولديه نشاط بدني قابل للحياة ونشط عقليًا بالكامل، فإن القدرات الذهنية لا تنخفض مع تقدم العمر، فهي ببساطة تنمو، وتصل إلى ذروتها في سن 80-90 عامًا. كسرة أخيرة ما أريد أن أقوله لا تخافوا من الشيخوخة، اسعَ جاهدا لتطوير فكرك، وتعلم الحروف الجديدة، وصنع الأشياء، اهتم بالحياة، التقِ بالأصدقاء...وتواصل معهم، خطط للمستقبل لأن الحياة الفعلية الجادة تبدأ من الستين، سافر بأفضل ما يمكنك، لا تنس الذهاب إلى المحلات التجارية والعروض، ومن الأهم ألا تصمت وحدك فانه مدمر لأي شخص، وتأكد أن كل الأشياء الجميلة لا تزال أمامك، بشرى لشباب الستين والسبعين والثمانين. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية