12 سبتمبر 2025
تسجيلما هو شغفك؟ هل جربت البحث عن شغفك؟ وكيف تعثر عليه؟ كيف تطور من شغفك؟ هل تكفي قناعتك بقوة شغفك؟ متى تبدأ بالعثور على شغفك؟ هل سألت نفسك ماذا تبرع به؟ ماذا يحمسك؟ ما الذي يوقد شعلة نشاطك؟ ماهي الأمور التي تكره القيام بها وتظل طويلا تتهرب منها؟ يظهر الشغف واضحاً لك ولمن حولك طاقة إيجابية للإنتاج، حتى الجهد برغم الضغط يكون محتملا ولا يذكر لان شعور السعادة مسيطر عليك. الشغف يكسبك الشجاعة والجرأة في اتخاذ القرار ولتحقيق حلمك وتجاوز العقبات وتحمل الصعاب للوصول الى العمل او الوظيفة التي تحب. ومن الأدلة على ما نذهب إليه على هذا الصعيد خبر الصحابي زيد بن ثابت الانصاري الذي تعلم اللغة السريانية لغة اليهود وتعلمها في ١٥ يوما فقط ليقرأ الكتب المكتوبة بالسريانية والواردة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا تبقى النصيحة التي لا نمل من تكرارها: مارس انشـطة مختلفة لتجد شغفك، تعرف على بيئات وانماط واشخاص مختلفين عما تعرفت عليهم في السابق، اتبع الناجحين ليس شرطا في كل خطواته، ولكن اختر منها ما يناسب امكانياتك وطموحك. وتأكد هناك مميزات وهبك الرحمن وخلقت عليها تعرفها ومن حولك قد يخبرونك بها. يقول جون ماكسويل « شغفك باهتمامك يعطيك أفضلية عن الآخرين، لان شخصا واحدا لديه شغف أفضل من ٩٩ شخصا لديهم مجرد اهتمام» وهذا صحيح من واقع تجارب الحياة التي عشناها. لكن ماذا يحدث لو مات الشغف؟ هذا سؤال مهم، فقد يموت الشغف لأسباب مختلفة ولكن البعض يخشى الفشل. قد تكون البيئة لها أثر سلبي فيشعرك بالإحباط والفشل والانجاز. كبيئة العمل لو كانت سامة وليس من السهل الخروج من العمل. لكن لا يوجد شيء اسمه خسارة من المحاولة، لان الفشل يزيدك صلابة ومثابرة وإتقانا. ان الشغف سر من اسرار الحياة يعطي الدافع والحافز لنجاح الكثير من العلماء، وربما اينشاين واديسون أكبر مثال للمحاولات العديدة التي فشلت ومثال أكبر على النجاح في تحقيق الشغف. وهذا مرتبط مع الدافعية والإنتاج مثل الذهاب مبكرا والعمل بكل اخلاص في كل دقيقة لسبب انها شغفك ومتعتك التي تمارسها بكل سعادة. وعندما يتوافق الشغف مع الوظيفة او الدراسة لن تشعر بانها صعبة ولن تمانع ان تقضي ساعات أكثر كالطبيب الذي يستقبل مرضاه ساعات قبل بدء الدوام، والمعلم الذي يقضي وقتا أطول مع طلابه. ولدعم الشغف يجب ان تضع وقتا محددا للإنتاج واحتراف المهارات، وتقلل من مستهلكات الوقت تلفزيون موبايل وغيرها.. وكلما زادت الرغبة الملحة في الوصول كلما كنت أقوى وكلما ازددت نجاحا. اذن لم لا تبادر؟ يقول إيرل نايتغل «إذا قضيت ساعة إضافية كل يوم لدراسة مجال معين فستتحول الى خبير وطني في ذلك المجال خلال خمس سنوات أو أقل». يعتبر الشغف هو المحرك الرئيسي في التواصل مع احلامك وتحقيق اهدافك وتنفيذها. لا تتخل عن الالتزام عن الشغف، كافئ نفسك بعد كل انجاز مكافآت قد تكون صغيرة. والتر اليوت يقول « المثابرة ليست سباقا طويلا، انها سباقات صغيرة كثيرة واحدا بعد الاخر» أضف لذلك أن الشغف ليس له عمر معين يبدأ به ولا علاقة له بالخبرة. هناك الكثير من الناجحين قد غير مجال عمله عن مجال دراسته ونجح نجاحا مبهرا لمجرد تغير مجاله وعندما تسألهم عن السبب سيقول لم يجد نفسه في هذا المكان والحافز الرئيسي لهذا التغيير هو الشغف بالدراسة او العمل. يقال ان السلطان عبد الحميد الثاني كان يحب النجارة ويبدع فيها وكان يجد فيها الراحة والتركيز لتسيير أمور الدولة، ولو بحثنا في سير القادة الكبار لوجدنا الكثير من الهوايات التي ربما لا يعرفها العامة، ولكنها ساعدت هؤلاء القادة في تحقيق طموحاتهم الكبرى. وختاما «الشغف ليس ان تعمل ما تحب فقط انما ان تحب ما تفعل» فأحبوا ما تقومون به الآن على سبيل الأمل...كل هذا بيني وبينكم.