22 سبتمبر 2025

تسجيل

مواجهة الإرهاب

11 يناير 2020

تصاعدت الصراعات والحروب بكافة اشكالها ومسمياتها في الفترة السابقة وشملت معظم أرجاء العالم واصبح كثير من المناطق بقعاً ملتهبة ومناطق غير آمنة للعيش ما يجعل المستقبل مظلماً في وجه مئات الملايين من سكان العالم، هذا التحدي الأمني الكبير يؤكد ضرورة تضافر جهود الدول والمنظمات المتخصصة بهدف الوصول إلى مقاربة استراتيجية تضع خططا قابلة للتنفيذ تضمن عبورنا إلى عالم خالِ من النزاعات الدامية. عقب تأسيس منظمة الأمم المتحدة بسنوات قليلة ظهرت الحاجة الواضحة للسيطرة على الحروب عبر تأسيس قوات حفظ السلام، ومنذ ذلك الحين، تم نشر عشرات العمليات الخاصة بحفظ السلام، قوامها مئات الآلاف من العسكريين والكثير من المدنيين في العديد من بلدان العالم. لكن هذه القوات كانت في كثير من الحالات عرضة للاستهداف من قبل اطراف الصراع التي لا ترغب في السلام. وما حدث في مالي قبل يومين هو نموذج لمسلسل طويل من عمليات الاستهداف الذي ظلت تتعرض له القوات العاملة تحت راية الأمم المتحدة من عسكريين ومدنيين. وهو الاعتداء الذي أدانته دولة قطر، انطلاقا من موقفها الثابت الرافض للعنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والأسباب. إن العالم يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى إدراك أهمية ابتداع آليات وأشكال من التعاون والتنسيق أكثر فاعلية للتغلب على تحديات الارهاب وأساليبه المستحدثة، والمشاركة في ذات الوقت في نزع فتيل الصراعات الداخلية والخارجية. وكما اثمر التفكير الجماعي سابقاً آلية حفظ السلام التي حققت انجازات عظيمة وحفظت أرواح مئات الملايين من البشر سيجد العالم المتضامن والمتعاون آفاقا أوسع لمواجهة كافة تحديات المستقبل.