الإرهاب الفكري وفشل دول الحصار

خلاصة المشهد السياسي الذي قدمه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية هو أن قطر نجحت في تحويل الحصار إلى انتصار سياسي ودبلوماسي وإلى إنجازات قياسية في شتى المجالات والقطاعات الاقتصادية والتنموية. ذلك أن جوهر الأزمة الخليجية يدور بين طرف خطط ودبر واتهم وافترى وطرف يدافع عن حقه في السيادة والكرامة والاستقلال وفقا للمواثيق الإقليمية والدولية. ولهذا فشلت دول الحصار في كل حملاتها الدبلوماسية والإعلامية والسياسية والتحريضية في استقطاب الرأي العام العربي والعالمي ضد قطر، كما فشلت في إقناع عواصم القرار والدول الأوروبية والعربية باتخاذ مواقف سلبية ضد قطر. هذا النجاح الذي حققته قطر في مواجهة دول الحصار كان بفضل القيادة الحكيمة التي أدارت الأزمة باقتدار سياسي شهد به العالم. وكان أيضا بفضل تماسك الجبهة الداخلية والتفاف الشعب حول القيادة في ملحمة وطنية أصبحت موضع فخر واعتزاز كل قطري. وكان أيضا بفضل الدبلوماسية القطرية التي فندت بمهارة اتهامات دول الحصار وقدمت مواقف قطر الواضحة وضوح الشمس تجاه جميع القضايا وجهودها الدؤوبة لتحقيق السلم والاستقرار الإقليمي والدولي. طوال فترة الأزمة تعاملت قطر بكل ثقة وشفافية بينما دول الحصار مارست أشد أنواع الإرهاب الفكري على شعوبها حتى لا تتعاطف مع قطر ولم تترك بابا أو مجالا للتحريض ضد قطر إلا واستخدمته وبثت أسوأ أنواع خطابات الكراهية. وما زالت هذه الدول ترفع وتيرة التحريض لتكشف عن رغبتها بتطبيع الأزمة الخليجية وإطالة أمدها بينما تبقى قطر متمسكة بثوابتها القائمة على حل الأزمة بالحوار والحرص على التعاون الخليجي والحفاظ على السيادة والاستقلال.