17 سبتمبر 2025

تسجيل

روح التعاضد

11 يناير 2015

منذ أكثر من ثلاث سنوات، ظلت دولة قطر ومنظماتها الخيرية تتصدر دول العالم في تقديم يد العون والمساعدة والاغاثة للشعب السوري، الذي يعيش مأساة انسانية هي الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية.والدور الانساني الذي تقوم به دولة قطر، ليس امرا طارئا، وانما هو جزء أصيل من إرث وقيم الشعب القطري المعطاء، وهي القيم نفسها التي أصبحت تشكل ركنا أساسيا من أركان السياسة الخارجية للدولة، التي يرعاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بمتابعته اللصيقة وتوجيهاته السديدة.واليوم تعيش المنظمات الخيرية في قطر حالة من الاستنفار لمضاعفة عمليات إغاثة الشعب السوري في ظل الظروف الاستثنائية الحالية، بعد ان ضربت العاصفة الثلجية منطقة الشام وما حولها، وذلك لمواجهة التداعيات الكارثية التي نجمت عن العاصفة سواء في الداخل السوري او مخيمات اللجوء في دول الجوار خصوصا في الاردن ولبنان والعراق وتركيا.وها هي مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" ومنظمة قطر الخيرية والهلال الاحمر القطري وعيد الخيرية، تكثف من حملاتها وقوافلها الانسانية بشكل استثنائي لدعم اللاجئين السوريين ومساعدتهم على مواجهة هذا الوقت العصيب، بتوفير المعينات الشتوية اللازمة من مساكن ووقود ووسائل تدفئة وملابس ثقيلة واغذية، وهي المساعدات التي استفادت وتستفيد منها مئات الالاف من الاسر اللاجئة والنازحة.ان الاستجابة الواسعة التي تجدها المنظمات الخيرية في كل مرة تطلق فيها نداء او توجه فيها مناشدة لبرامجها الطارئة او المستمرة من الشعب القطري بكل فئاته، تؤكد روح التعاضد الاصيلة التي يتميز بها الشعب، ليس مع الشعوب الشقيقة وحسب، بل ومع كل الشعوب في شتى انحاء العالم، الامر الذي جعل من قطر قبلة للناس وكعبة للمضيوم.ان المجتمع الدولي مطالب اليوم بالتحرك بخطوات اكثر جدية، لوضع حد نهائي لمأساة الشعب السوري التي فاقت كل حدود الاحتمال، وذلك بالعمل على معالجة جذور الازمة التي انتجت كل هذه المآسي.