16 سبتمبر 2025

تسجيل

إسرائيل تُعرض مجددا عن السلام

11 يناير 2014

ردت اسرائيل كما هو متوقع منها على الجهود التي بذلها وزير الخارجية الامريكي جون كيري خلال عشر مهمات قام بها للتوصل الى تسوية اسرائيلية — فلسطينية كما كان يطمح، بأن اعلنت عن اقامة اكثر من 1800 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية، في رسالة واضحة للوزير الامريكي وذلك عقب زيارته الاخيرة والعاشرة الى فلسطين المحتلة، فيما يمثل حالة اسرائيلية جديدة من الإعراض المتجدد عن السلام رغم ان احد كبار المسؤولين الاسرائيليين وهو وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان، وصف اتفاق السلام الذي تتوسط بشأنه واشنطن حاليا بانه "أفضل عرض ستناله اسرائيل" ومع ذلك فان المسؤولين الاسرائيليين لايزالون يضربون عرض الحائط بكل مبادرة للسلام او التسوية طمعا بالبقاء في الاراضي الفلسطينية المحتلة، والاستمرار في اغتصاب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الى ابعد مدى ممكن.ان الاعلان الاسرائيلي الجديد عن اقامة المستوطنات الجديدة هو امعان اسرائيلي بالاستخفاف بكل الجهود والاتفاقات والتسويات، التي تم التوصل اليها برعاية امريكية كعادتها، ازاء العديد من التسويات السابقة التي كانت ايضا في صالحها اكثر من كونها تحقق مطالب الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه المغتصبة.وكما قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات امس، فإن قرارات الاستيطان الاسرائيلية الجديدة هي رسالة من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، الى كيري لعدم العودة للمنطقة لمواصلة جهوده في محادثات السلام الفلسطينية — الاسرائيلية.لذلك كله فان العرب ممثلين باللجنة الوزارية العربية برئاسة دولة قطر، التي ستلتقي يوم غد الاحد في باريس الوزير كيري لبحث تطورات عملية السلام، لابد ان تطرح على الوزير الامريكي التصورات العربية بشأن المواقف الاسرائيلية الاخيرة بشأن الاستيطان، التي تعتبر حربا اسرائيلية على القانون الدولي والشرعية الدولية، وبالتالي لابد للمجتمع الدولي من محاسبة اسرائيل على هذه الحرب التي ترقى الى جرائم ضد الانسانية، والتي تدلل بشكل جلي وواضح على استمرار التعنت الإسرائيلي في تعطيل الجهود الامريكية الهادفة الى اقامة سلام مبني على اساس حل الدولتين.وكذلك على اجتماع باريس التشديد على ان التوجه الى المؤسسات الدولية وتفعيل المواثيق الدولية اصبح خيارا يجب اللجوء اليه، لمساءلة ومحاسبة اسرائيل على مواقفها وعبثها بالمجتمع الدولي، وبالتالي الإبقاء على حالة التوقد والحماس الدولية الحالية لمتابعة جهود التوصل الى سلام حقيقي، في مواجهة الإعراض الاسرائيلي المتجدد عن السلام، خشية ان يسلبها هذا السلام وضعها كمحتل ومغتصب لحقوق الشعب الفلسطيني.