30 سبتمبر 2025
تسجيل● يبقى الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الشخصية الرياضية الخليجية الوحيدة التي عاصرت دورات الخليج العربي لكرة القدم منذ انطلاقتها عام 1970 بالمنامة، فقد شاهد جميع الدورات حتى الآن، فقد تعلمنا منه الكثير وكان صديقا لنا نحن الإعلاميين يستقبلنا بكل حب وتقدير ولا يمل ولا يكل من كثرة الأسئلة التي دائما تحاصره فهو شخصية إعلامية رياضية من الصعب أن تتكرر في الساحة الرياضية فقد عملت مع سعادته في اللجنة الإعلامية للاتحاد العربي لكرة القدم التي يتولى رئاستها وعايشته عن قرب وعرفت عنه الكثير فالرجل إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معاني وأثناء حواره معنا في محاضرته التاريخية عن مسيرة الدورة منذ بدايتها حتى الآن بو عبدالله فهو مدرسة تستفيد منها الأجيال لما يعرف عنه من فكر وسعة صدر وخبرة واسعة اكتسبته طوال الـ40 عاما في مجال الرياضة. ● وتثمينا وتقديرا لجهوده المخلصة فهو دائما ضيف كل البطولات العربية والخليجية فهو فاكهة الدورات لما يتمتع به من حب الناس وتواضع وأخلاقيات عالية، فقد دخل قلوب الجماهير الخليجية وأصبحت كلمته مؤثرة على كافة طاولات الاجتماعات الخليجية والعربية لأنه رجل صريح وحقاني وأهم من ذلك فهو مقبول لدى كل الأطراف، ولهذا نجد مجلسه في منطقة الرفاع عامرا بالضيوف والرياضيين من مختلف أرجاء الوطن العربي، فلا يزور رياضي البحرين إلا أكرمه والتقى به، فهذه العادة وضعته على رأس قائمة المكرمين في جميع الدورات الرياضية والأولمبية سواء بدول مجلس التعاون أو بالبلدان العربية الأخرى. ويتمتع بمواهب متعددة، فقد عمل في المجال العسكري ووصل إلى درجة وكيل وزارة الدفاع ثم انتقل إلى الإعلام وأصبح وكيلا لعدة سنوات ولديه من الموهبة الشعرية التي جعلته يتربع على عرش الشعر الغنائي الخليجي، فقد تغنى بأشعاره العديد من المطربين.. ● لأول مرة في تاريخ الانتخابات والجمعيات العمومية ينسحب خمسة مرشحين لمنصب نائب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي عن غرب آسيا بعد نجاح تجربته فقد أجمع الجميع بأن التزكية صحيحة والشيء الذي لفت الانتباه هو الإجماع القاري على شخصية الشيخ عيسى بن راشد الخليفة رئيس اللجنة الأولمبية لمنصب نائب رئيس المجلس عن منطقة الغرب وقد فاز (بوعبد الله) بعد انسحاب بقية المرشحين وهي ظاهرة نشجعها بعد نضوج رياضيينا. إلا أن ترشيح عيسى بن راشد نفسه قلب كل الأوراق رأسا على عقب وغير كل السيناريوهات..هذا الإجماع يبين مدى عمق العلاقة بين رياضيينا في أكبر قارات العالم لتقديرهم للقيادات التي تملك الخبرة. ومن الصعب أن يتم التفريط بهم فقد لعب في تأسيس إنشاء المجلس الأولمبي عام 82.. فهذه الثقة الكبيرة وبالإجماع تعني الكثير لدور الرجال المخلصين وهم قلائل للأسف الشديد في هذا القطاع بعد أن سيطر علينا حب الذات. ● ما حدث في الكويت يدعونا بأن نتذكر دور القيادات القديمة صاحبة الخبرة المتمرسة ولا ننحرف وراء شعار إبعاد(الحرس القديم) بحجة أنهم قدموا وعليهم الرحيل صحيح.. إننا بحاجة إلى وجوه شابة وجديدة ولكن الأولوية لأصحاب الخبرة. فالرياضة لا تسير إلا بوجود خبرات تملك علاقات واسعة محليا وخارجيا ويبرز دور الرجل القيادي في تحقيق المزيد من العمل والنجاح والذي يساهم في إزالة المشاكل الفنية والرياضية ويحلها بقدر المستطاع. فقد كشفت لنا التجربة في الهيئات الرياضية بالمنطقة أن الجيل الجديد لا يبحث إلا وراء الشهرة والوصول إلى أعلى المناصب عن طريق بوابة الرياضة والتي فتحت على مصراعيها لدخول أفراد لا علاقة لهم بالرياضة وكل هدفهم هو القفز على أكتاف الآخرين واستغلال المواقف لصالحهم دون مراعاة الصالح العام مما انعكس على مسيرة العمل الشبابي والرياضي وهي أحد الجوانب السلبية التي تواجه رياضتنا عامة بسبب فلسفة هذه الفئة التي تبالغ وتجري وراء منافعها الشخصية على عكس جيل القيم الذين حفروا في الصخور وتعبوا وكافحوا في ظل إمكانات محدودة في البدايات.. بسبب المكانة الكبيرة التي يتمتع بها هذا الإنسان الذي عرفته منذ عشرات السنين قياديا من نوع خاص فإننا ندعو له أن يمن الله عليه بالصحة والعافية وطول العمر لما يمثله لنا كرجال إعلام وصحافة من شخصية رياضية قلما نجدها في هذا الزمان. والله من وراء القصد.