10 سبتمبر 2025
تسجيلالأيام هي ذاتها الأيام، والأحداث التي تنجبها لنا هي ذاتها تلك التي سبق وأن حدثت من قبل، (نعم) قد تتأرجح بين التمدد والتقلص لتكبر وتصغر، ولكنها تظل تلك المنتسبة لبداية واحدة، وكل ما يحدث معها هو أنها تخضع لتقلبات (الزمن) ذاك الذي يتنقل بنا بين حدود الأمس مروراً بيومنا الذي يلحق به يوم غد، فيأخذنا من وضع إلى آخر يُميز كل يوم عن سابقه، لكننا وفي نهاية المطاف نعود لنعيش لحظة نكاد نُقسم بأنها مرت علينا من قبل، وهو ما يبرر تصرفاتنا العفوية التي ننبس بها دون تفكير مسبق، وننجرف نحوها دون سعينا لتفسير كيف كانت؟ ولم؟ الحقيقة أن هذه الكلمات التي بدأت بها حديث اليوم لا تبدو غريبة علي، فكأنها من ذاك الأمس الذي تكرم علينا ببديع الإنتاج، الأمس الذي حمل لنا منه ما يجبرنا على تذكره حتى وإن تكدست الذاكرة بغيره، لذا نجده حاضراً وإن غاب حضورنا عنه. كنت ومنذ عام وأكثر قد سلمت واستسلمت لرغبة قلمي بشكر برنامج (كيف أصبحت؟) الذي يقبل علينا كل صباح بـ (قبلة ود) يطبعها على جبهة أولى ساعات الصباح؛ لينطلق كل واحد منا نحو مصيره وهو مزود بكثير من التفاؤل الذي يعينه على مواجهة الأمور بكل صبر دون أن يلتهمه القلق، ودون أن يفوح منه التذمر، فكتبت ما نُشر، وهو كل ما سمعته من شكر في البرنامج وعنه من كل من هم حولي، وما لم يُنشر، ليس لغياب القدرة على ذلك، أو لغياب المساحة، بل لرغبتي بمعرفة التقدم الذي سيحققه البرنامج ولكن بعد حين من النجاح، فما الذي حدث ليعود الحديث من جديد عن برنامج (كيف أصبحت؟) التوفيق من الله عز وجل، ويُكتب لمن يسعى وبكل جد نحوه الأفضل، ولاشك أن الأفضل هو كل خير يبدأ كـ (نية قلبية)، وينتهي كـ (فعل) يتجاوز حدود القول بالفعل، وبرنامج (كيف أصبحت؟) الذي يُصبح ليبث فينا الأمل، ويبعث فينا حب متابعة ما عدنا لتحقيقه من جديد، يسير بنا كل صباح نحو ضرورة تأمل النعم التي من الله بها علينا، والتفكر فيها بصدق يأخذنا إلى قول (سبحان الله ولا إله إلا الله) ليهون من بعد ذلك كل شيء ولا يظل لنا ومن أمامنا سواه تحقيق الحق وهو شكر الله على كل ما نملكه ونتملكه حتى كنا وصرنا ما نحن عليه، فالحمدلله والشكر لله على كل نعمة نملكها، وكل نعمة لربما غفلناها ولكن بتذكير من (كيف أصبحت؟) تذكرناها وعلمنا وتعلمنا كيف نتذكرها ولا ننساها، لنذكر أنفسنا بها دوماً، فننشغل بها ولا ننصرف عنها إلى ما لا يستحق منا شيئاً. وأخيراً لا يسعني سوى تقديم خالص الشكر وصادقه لكل قائم على هذا البرنامج الطيب الذي يستحق وبكل جدارة وسام شرف على إنجازه العظيم الذي يقدم على تقديمه يومياً حين يُعلمنا كيف نُصبح لنُصبح أفضل، وكيف نُصبح لنستمد منه كل الحب الذي ننشره ونبثه في كل ساعات اليوم (عليها)، حتى إذا رحل اليوم وبنفسه ليعلن الغد نفسه عدنا لنأخذها جرعات: التفاؤل والأمل والحب فنبدأ بها يوماً جديداً نتمنى فيه بلوغ قمة درجات التميز. صدقاً لست وحدي من يسأل الله تفوق هذا البرنامج، ولكن يشرفني تجديد هذا السؤال لأنه (الحق)، والحق أنه يشرفني لأن يكون مني. وفق الله الجميع وصباحكم يشرق بكثير من الأمل والتفاؤل إن شاء الله. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]