10 سبتمبر 2025
تسجيلالإنسان مُطالب بأن يعبد رب العالمين حتى يأتيه اليقين ويفرق الموت بينه وبين اهله ومن يحب: انه هادم اللذّات مفرق الجماعات، يأتي بعد أن يستوفي الانسان رزقه وينتهي أجله حسب تحديد رب العالمين، لذلك لا يستقدمون ساعة أو يستأخرون وليس حسب رأي الطبيب أو غيره، ولا يعرف متى يأتيه هذا اليقين ولا في أي زمان أو مكان ولا بأي صورة صغيراً كان أم كهلاً، غنياًّ كان أم فقيراً، ولا يغتر بقوته أو سلطانه ولا بجاهه ولا بأمواله، والكثير من الناس يموتون وقد يمر خبر موتهم مرور الكرام والبعض لا بكت عليه الأرض ولا السماء لكن هناك من بموته يترك فراغاً كبيراً قد يكون من الصعوبة بمكان أن تجد من يسد هذا الفراغ.. خاصة إذا كان من الأخيار الذين لهم بصمات واضحة في المجتمع وأشاد بذلك الكبير والصغير وشهدت له الأفعال لا الأقوال وسبقت أياديه البيضاء خطواته وكان يسعي بين الناس بالخير ويتوسط لهم ويُعين المحتاج ويقف مع الضعيف، وكان مثالا للطيبة والكرم والتواضع، وفي ذلك يقول الشاعر: لقد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم بين الناس أموات وفي هذه الأيام غيَّب الموت أحد هؤلاء الرجال الكُثر في هذا الوطن الغالي ممن تنطبق عليهم هذه الأوصاف.. هذا الرجل الذي يعرفه جميع أهالي قطر ومن رأى هذه الأعداد الكبيرة من المُشيعين أو ممن توافدوا لتقديم واجب العزاء عرف مكانته، وهو الوالد (علي بن حسن الحسن المهندي) طيَّب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته هو وأموات المسلمين، وقد تكون شهادتي في هذا الرجل مجروحة نظراً لقرابته، ولكن هذه هي حقيقة هذا الرجل وأنا لا أملك سوى هذه الكلمات البسيطة ممزوجة بالدمعات لكي أُعبر عن أحاسيسي.. ومهما قلت فلن أوفيه حقه فسيبقى أبو حسن في قلوبنا نترحم عليه كلما أتى لذكره مجال، كما أتقدم بالشكر والعرفان لسمو الأمير وسمو ولي العهد لما قاما به، وهذا ليس بمُستغرب على سموهم وقوفهم مع أبناء شعبهم في الأفراح والأحزان لا أراكم الله مكروهاً ودُمتم. سالمين.... [email protected]