16 سبتمبر 2025
تسجيلمات الآلاف وجرح الأضعاف وفقدت بيوت كانت آمنة وتحطمت أمنيات وأحلام وانتزعت المقدرات البشرية من رحمها، وتحولت بُنيتها إلى أطلال يخيم عليها الصمت ويطوقها الألم لغياب سكانها الراحلين، منهم من هاجر ونزح للمخيمات، ومنهم موتى وجرحى، جوع وعطش وخوف وقلق و..، لامسها جميعًا صواريخ الطواغيت الصهاينة وأعوانهم وحلفائهم والمهرولين معهم أفرادًا ودولًا، لكنها حكمة الله وقدره ورحمته يبتلى بها الانسان لحياة أبدية أفضل،، انها غزة اليوم التي أصبحت وفي لمح البصر وقودا وحطبا لتحاكي دولا وأمما سبقتها في الدمار وان اختلف الزمان والمكان والهدف، قهرت أكبر وأقوى عنصر ارهابي في العالم «الكيان الصهيوني»، مع ذلك مازالت ثابتة، بالارادة والايمان والعزيمة على تحقيق هدف أمة بأكملها في تحرير المسجد الأقصى وتطهيره من براثن الصهيونية وعودته لأحضان الأمة الاسلامية، إيمانا بما ذكره الله تعالى في كتابه: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}.. ستنتصر بأيدي المرابطين وإيمانهم وسيتحرر الأقصى وإن طال المزار، فإن الصبح لناظره قريب،، ولكن تبقى العبرة فيما يحدث هي سيدة الموقف، والمعيار الثابت في أن القضية الفلسطينية هي قضية مصيرية، وهي قضية الشعب العربي والاسلامي،،المقاومة الفلسطينية هي منفذ لتحقيق النصر، أعادت تلك القضية المنسية الى طاولة البحث والحوار، على المستوى العربي والاقليمي والعالمي،، وفعلّت مصطلحات لغوية، ونبشت غبارها من معاجمنا لمفاهيم جديدة ترسخت في العقل الانساني، لم يكن لها وجود في الفكر الشبابي الجديد نتيجة الانشغال بالماديات والصرعات المادية وزخارفها، بمفرداتها اللغوية الدخيلة ومفاهيمها الغربية، والتعايش معها، لتحل مفاهيم جميله في عقول الجيل الجديد أن هناك قضية، وهناك شهيد، وهناك الاقصى الشريف، وهناك القدس، وهناك صهاينة وعدو، وهناك غزة المحاصرة، وهناك تطبيع، وهناك احتلال، وغيرها من الكلمات المتداولة اليومية التي بدأت مع انطلاقة أول صاروخ من فوهة آليات المقاومة «طوفان الأقصى» لتكون محورا للتداول على الألسنة، خلالها حدث الوعي الفكري والتعمق الوجداني عند الشعوب وعلى مستوى أطفال وشباب العالم،، لتعيد لنا الوعي السابق بأهمية فلسطين والقدس والأقصى وتذكرنا حين كنا نردد يوميا في الطابور الصباحي « عاشت فلسطين حرّة عربية « …. فلسطين لم تغب، وستظل حاضرة مادام هناك احتلال صهيوني، ومادام القدس للمسلمين، ما يحدث هو امتداد لمعاناة وآلام بلغ مداها 75 عامًا، ليست هي مسؤولية حماس فقط، إنما هي مسؤولية العالم الاسلامي والعربي الغائب الباحث عن مصلحته، هي حرب ابادة، اليوم عمق الجرح أكبر والألم أشمل، يوميًا نصبح ونمسي على انفجارات متتالية، ضحاياها من الأطفال والفتيان وهم الهدف من الإبادة للقضاء على الثوابت التي ترسخت في أذهانهم وهم يشاهدون المجازر الصهيونية اليومية، خوفا من عودة القضية والدفاع عنها من جيل واع يحقق النصر مستقبلًا. …. فلسطين كانت منسية، وغزة مجروحة، وبيت المقدس محاصر، والاستيطان مستمر، اليوم يختلف.. انكشف الحجاب عن قوة لابد أن تُفعّل لمواجهة العدو، كما ذكر في القرآن الكريم { وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} كم من خسائر بشرية ومادية واقتصادية قد حلت بجنود الاحتلال الذي يستند في قوته على الآليات الحربية الأمريكية والغربية، وكم من مفاهيم قتلتها هذه الحرب في لحظة، أين معاهدات التطبيع والسلام، واتفاقية أوسلو وادي عربة، ومؤتمر مدريد للسلام، جعلتها المقاومة هباء منثورا في مهب الريح وكأنها لم يكن، وبينت أن قيم أمريكا والغرب قيم مبنية على منطق القوة والمصلحة، وقانون الغاب الذي يبنى على السيطرة والهيمنة العسكرية والاقتصادية، وتفعيل وتدبير النزاعات الإقليمية، وهذا هو الواقع اليوم، نسفت خلاله حقوق الانسان والطفل والمرأة،.. أمن اسرائيل والتمكين اليوم هو الهدف من الدول المتحالفة.. ولكن ايماننا بقوله { وإذ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }.