الحرب على الفساد

خرجت فعاليات جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد في نسختها الخامسة أمس في تونس، في حلة زاهية من التميز والحضور الدولي، احتفاء بهذا الحدث الكبير الذي يصب في خدمة أهداف الأمم المتحدة وصالح مستقبل الشعوب، وهو ما تسعى قطر لتحقيقه، انطلاقاً من إيمانها بضرورة العمل الجاد لمكافحة الفساد لما يمثله من خطورة بالغة على مستقبل الأمم وتقدمها. وتظهر هذه الجائزة عمق الشراكة بين قطر والأمم المتحدة في شتى المجالات، ومن بينها مكافحة ظاهرة الفساد التي تشكل هدفاً عالمياً يتطلب تضافر الجهود، حيث تكتسب مكافحة الفساد أهمية كبرى في ظل الظروف الحالية التي يواجه فيها العالم تحديات كبيرة على رأسها جائحة كورونا. وتم هذا العام تكريم ثلاثة أشخاص وأربع مؤسسات في المجالات الأربعة المحددة للجائزة، وهي مجال البحث والمواد التعليمية الأكاديمية، مجال إبداع الشباب وتفاعلهم، مجال الابتكار ومجال الإنجاز المتميز. وهو تكريم يهدف للاحتفاء بالمساهمات العظيمة في مجال مكافحة الفساد وبالأبطال الذين يمكن أن يكونوا قدوة يحتذي بهم الآخرون فيما يتعلق بتعزيز النزاهة والشفافية. إن الطريق لا يزال طويلاً، والمعركة صعبة ومستمرة، سلاحها الإرادة السياسية القوية وتكاتف جميع دول العالم يداً واحدة، ونشر الوعي بأهمية مشاركة المجتمعات والأفراد في محاربة الفساد باعتباره وباء يعرقل التنمية ويهدد الاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي ويزرع الشعور لدى المواطنين بعدم المساواة. وقطر في هذه المعركة، تدرك مسؤولياتها، وهي تتقدم الصفوف ولا تكتفي بجهودها على المستوى المحلي فقط والتي وضعتها في مرتبة متقدمة في تقارير الشفافية الدولية، بل تتجاوز ذلك إلى المساهمة على المستوى الدولي، من خلال مبادرات عديدة، على رأسها جائزة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى التي تؤكد ريادتها في هذا المجال.