21 سبتمبر 2025
تسجيلحينما تغيب الحكمة يتمدد الفشل، وهذا ما تبدى في «قمة الرياض» حيث تناقضت الاقوال مع الافعال، فبينما تحدثت السعودية عن حرص على صيانة كيان مجلس التعاون الخليجي، فإن افعالها تكشف بوضوح ان سياستها المتهورة تؤدي إلى تقويض هذا الصرح، الامر الذي يعرض استقرار المنطقة لمخاطر، ويعرض مصالح دوله للضياع، ذلك لأن الازمة الخليجية بلغت حدودا مست القيم والمبادئ وزرعت بذور الشقاق، للحد الذي يطلق اعلام المملكة سؤالا، يعبر عن سياسة متهورة، مفاده: هل حان إنهاء مجلس التعاون؟. تبدت النوايا المبيتة لتكريس الخلاف الخليجي، في إعلان البحرين أن «قمة الرياض لن تقدم على الأرجح أي فرصة لحل قريب للخلاف»، وهذا يعني ان اي حديث عن وحدة الصف والموقف والتماسك، مجرد ذر للرماد في العيون، فنمط القيادة المتهور يؤدي لتكريس الفرقة، ولا يعمل – او يسعى – للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، بل ان النتيجة الحتمية ستكون تدمير آخر منظومة عمل اقليمية صمدت وحفظت مصالح الشعوب لعقود. التاريخ سيكون شاهدا، وذاكرة الشعوب ستسجل أن «قمة الرياض» خلت من قضاياها الحيوية، وكانت بلا حلول، لأنها جردت اجتماع المجلس الاعلى من قوته وواجباته، وهتكت التماسك واللحمة الخليجية، ولم يعد هناك سوى السراب، وليس قوة وتماسك مجلس التعاون الذي بات مستقبله على المحك. لم تستبن الرياض النصح، ولم تلتزم بالعهود والمواثيق ومخرجات القمم السابقة، وهذا حالها إن كان زامرها هو امين عام التعاون، الذي خان امانة التكليف، ولم يتحدث عن القضايا الحيوية والازمة الخليجية، واكتفى بالمدح في قصر الدرعية، وهو لحن لا تقبله الشعوب.