21 سبتمبر 2025

تسجيل

عزلة أمريكا

10 ديسمبر 2017

كانت كلمة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أمس في الاجتماع الطارئ على مستوى وزراء الخارجية العرب، بمقر الجامعة العربية بالقاهرة، واضحة وهو يعلق على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، بأنه يضع علاقات الولايات المتحدة مع الأمة العربية والإسلامية على المحك، ويعكس عدم الإدراك لتأثيره وتداعياته الخطيرة على الأمن والسلم إقليمياً ودولياً. لقد بدأت نذر تداعيات هذا القرار الخطير، تتشكل من خلال الانتفاضة التي اندلعت في الأراضي الفلسطينية والغضب الشعبي والرسمي العالمي الذي أظهرته الاحتجاجات والمظاهرات في كل دول العالم، فضلاً عن العزلة التي واجهتها واشنطن في مجلس الأمن الدولي. ويخطئ التقدير من يظن أن الشعوب العربية والإسلامية ستقف مكتوفة الأيدي إزاء مثل هذا التطور المستفز الذي يكرس لدولة الاحتلال، ويمس الهوية التاريخية لمدينة القدس ومكانتها في وجدان العرب والمسلمين. ويعطي إعلان العالم العربي، رفضه لاستقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس خلال زيارته للمنطقة والمقررة في النصف الثاني من ديسمبر الجاري، المؤشر الأبرز الذي يؤكد بالفعل أن العلاقات مع واشنطن باتت على المحك. لم يعد أمام الولايات المتحدة التي باتت معزولة، سوى التراجع عن هذا القرار، الذي تتجاوز تداعياته نسف الجهود والمساعي الدولية الرامية لتحقيق التسوية السلمية المنشودة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إلى إشعال المزيد من العنف، الأمر الذي يهدد الأمن والاستقرار ليس في المنطقة وحدها، وإنما للأمن والسلم الدوليين. إن الولايات المتحدة، أمام لحظة تاريخية فارقة، لا خيار فيها سوى مراجعة قرارها والعدول عنه، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية التي تعتبر مدينة القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967.