قمة الدوحة .. انطلاقة جديدة في مسيرة (التعاون)

مثلما جاء افتتاح أعمال الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بفندق شيراتون الدوحة مساء امس مميزا وغير تقليدي، جاءت كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، مؤثرة و معبرة عن تطلعات وطموحات الشعوب الخليجية في أن تؤسس هذه القمة لانطلاقة جديدة في العلاقات الخليجية عبر تعزيز روح التآخي والتضامن، وأكد سموه أن دولة قطر سوف تكون كعهدها مساهما فعالا في تعميق هذه العلاقات وتعزيز التعاون والتكامل في جميع المجالات التي تعود بالخير على دولنا وشعوبنا. كلمة سمو الأمير جاءت كذلك معبرة عن رؤية استشرافية للمستقبل، مفعمة بالأمل والتطلع إلى تعزيز تماسك الكيان الخليجي بعيدا عن أي خلافات أو اختلافات قد تحدث بين القادة، وجدد سموه تمسك قطر بالاتحاد الخليجي الذي تضمنته مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع متطلبات التحرك التدريجي لتحقيق هذا الهدف بشكل يقوم على تكامل المصالح الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية والثقافية بين الشعوب الخليجية ومصالحها المشتركة."قمة الإخاء والتعاون" بالدوحة فتحت صفحة جديدة في العلاقات الخليجية، ومسارها المشترك، القائم على التكاتف والتماسك والتعاون في ظل مايحيط بها من تحديات، وما تضمنه البيان الختامي للقمة، وإعلان الدوحة، وتكريم قادة دول المجلس لصاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بمناسبة منح منظمة الأمم المتحدة لسموه لقب "قائد إنساني" وبتسمية دولة الكويت "مركزا للعمل الإنساني"، كل ذلك يؤكد أن قادة دول مجلس التعاون اجتمعوا في الدوحة على قلب رجل واحد، وبعزيمة وإصرار لاتكل عن تنفيذ رؤية جديدة لمستقبل "التعاون" بأجندة أمنية واقتصادية وسياسية موحدة.