01 أكتوبر 2025
تسجيلتفاقمت مشكلة النفايات الإلكترونية المتمثلة في التلفزيونات، الــحــاســبــات، أجــهــزة الـصـوت والـمـسـح الـضـوئـي، كـامـيـرات الفيديو، الهواتف والطابعات وغيرها من الأجهـزة الــتــي تــحــتــوي عـلـى مــواد لـهـا خــواص سـامـة ينتج عنها نفايات خطرة، وأن ملايين الأطنان من هذه النفايات يبقى مجهولا في ظل غياب التشريعات الخاصة بتلك المشكلة، وتفشي الثقافة الاستهلاكية بين المواطنين وحــرص الـــكـــثـــيـــريـــن عــلــى اقـــتـــنـــاء الأجـــــهـــــزة الــحــديــثــة والاسـتـغـنـاء عـن الـقـديـم منها رغم كفاءتها مما يفاقم المشكلة بزيادة النفايات الإلكترونية والتداعيات السلبية المترتبة عليها في السنوات المقبلة، ونادى العديد من الـمـتـخـصـصـين بضرورة إطلاق مبادرة وطنية شـــامـــلـــة تــــشــــارك بـــهـــا كــافــة الـقـطـاعـات الـمـعـنـيـة بـالـدولـة بـــالـــتـــعـــاون مــــع الــمــنــظــمــات المدنية والـشـركـات العملاقة المنتجة للإلكترونيات، خــاصــة أن آثــــار تـلـك المواد في الغالب مخفية ولا تظهر إلا على المدى البعيد، وقد كتبت الصحف المحلية الكثير من التحقيقات حول هذا الموضوع ولكننا لم نسمع خبرا يطمئن المواطنين والمقيمين على أرضنا الطيبة بأن هناك خطوات تم اتخاذها نحو هذا الاتجاه. الأضرار العاجلة والآجلة للنفايات الإلكترونية لاحتواء هذه الأجهزة التالفة مـــــكـــــونـــــات مـن الـمـواد الـضـارة والـسـامـة مثل الرصاص والزئبق والكروم، وهذه مواد سامة، إذا تم دفنها أو حرقها تـصـبـح بــــؤرا للميكروبات والمواد السامة ما يهدد بمشكلات وبائية، كما أنها تـحـتـوي على مـــواد كـيـمـائـيـة سـامـة خـاصـة في بطاريات الأجهزة، وأيضا لــوحــات الــدوائــر الـكـهـربـائـيـة وأنــابــيــب الـــزجـــاج والأســــلاك والـــمـــقـــاومـــات والــمــكــثــفات وغيرها من الأجهزة الداخلية الـدقـيـقـة، ولاحتواء البعض منها على مادة البلاستيك التي تسبب تسمم الـتـربـة فـي حـالـة عــدم إعــادة تصنيعه، ويسبب حـرق هذه الـــمـــواد انــبــعــاث الــكــثــيــر مـن الــــغــــازات الــســامــة والـــضـــارة بالبيئة وأبـرزهـا ثاني أكسيد الـــكـــربـــون وبــالــتــالــي تـفـاقـم مـشـكـلـة الاحــتــبــاس الــحــراري وارتفاع درجة حرارة الأرض. أين يكمن الحل بما أن التخلص من هذه النفايات بالطريقة التقليدية المعروفة بالدفن أو الحرق يسببان أضراراً متفاقمة أكثر من تركها في مكانها، فالحل يكون صعباً ويحتاج إلى تكاتف جميع قطاعات الدولة الخاص منها والعام والمدني وإعادة التدوير بالطريقة المثلى هو الحل النهائي الذي توصلت إليه معظم الدول المتقدمة والاســتــفــادة منها في صناعات أخرى، خاصة إذا علمنا أن متوسط وزن جهاز الـحـاسـب الـمـكـتـبـي الـتـقـلـيـدي يبلغ 32 كــيــلــو جــــرام ويحتوي على 7,1 كــيــلــو جــــــرام مـن مــعــدن الـــرصـــاص والــزرنــيــخ والكوبالت والزئبق وجميعها مواد تعتبر ذات قيمة عالية وفي نفس الوقت تــحــتــوي عــلــى مــــــواد سـمـيـة، لذلك لابد أن تقوم الجهات المعنية بالدولة بسن التشريعات والقـــوانـــيـــن لـلـتـخـلـص مـــن الــنــفــايــات الإلــكــتــرونــيــة بـطـرق علمية وصـحـيـة، عبر شـــركـــات مــتــخــصــصــة، وقــد نــجــحــت الـــيـــابـــان فـــي إعــــادة الـتـدويـر والـتـصـنـيـع لـلأجـهـزة والأدوات الإلـكـتـرونـيـة، وكذلك توعية المواطنين والمقيمين بخطورة الأمر، وتوزيع النشرات الدورية التي تبين خطورة هذه الأجهزة التالفة وما تبثه من سموم في حال مكوثها لمدة زمنية طويلة أو دفنها أو حرقها بطريقة تقليدية، والتوعية أيضا تكون بتحديد الأعمار الافتراضية لهذه الأجهزة ووضع حد زمني لاستعمالاتها، مثال ذلك الأجهزة الصورية مــثــل (أجــــهــــزة الــتــلــفــزيــون) مــن 4-7 سنوات، الأجهزة اللوحية من سنة الى 5 سنوات، والأجــهــزة الــــصــــوتــــيــــة مــــثــــل (مـــشـــغـــل الأقــــراص الـمـحـمـول) 13-15 سـنـة والأجــهــزة المعلوماتية مـثـل الـهـواتـف الـلاسـلـكـيـة من 5 إلى 3 أعوام، والـطـابـعـات من2 الى 4 أعوام، وأجــــهــــزة الــفــاكــس والـــــحـــــاســـــبـــــات الــشــخــصــيــة وشــــاشــــات الـــحـــاســـبـــات من 6 الى 7 أعوام، وهناك الأجهزة المنزلية المستهلكة مثل الثلاجات والغسالات وأفران الغاز ومراوح الشفط وغيرها تجدون أعمارها موضحة في المواقع العلمية على شبكة الانترنت، أنصح الجميع بالاطلاع عليها. كسرة أخيرة دولتنا الحبيبة خطت خطوات متقدمة فيما يخص صناعة تدوير المخلفات وسجلت أرقاماً عالية في كميات المخلفات التي تم تدويرها والاستفادة منها، وقبل أن تكتمل الصورة النهائية لهذه الصناعة في بلادنا أرى أن يتم التفكير بجدية في وضع الخطط العلمية والصحية الآمنة بمشاركة القطاع الخاص لكيفية التخلص من النفايات الإلكترونية التي تمثل خطراً متربصاً لبيئتنا وصحة أبنائنا وأن عمليات التمادي في الطرق التقليدية خاصة الدفن يزيد من حدة المشكلة لاحتواء هذه المخلفات على مواد سامة خطيرة، خاصة أن مــســاحــة الأراضــي الفضاء بـدولـتنا الحبيبة ليست كبيرة مقارنة بمساحة الدولة ككل مما يتطلب الأمر ضرورة إيــجــاد مــبــادرة وطـنـيـة تـتـمـاشـى مع رؤيـــــة قــطــر 2030 تـشـتـرك فيها كـافـة الأجــهــزة المعنية مـن وزارات البلدية والبيئة والصناعة والتجارة ومنظمات المجتمع المدني والـنـادي الـعـلـمـي والــشــركــات الـكـبـرى الــمــنــتــجــة لـــلإلـــكـــتـــرونـــيـــات لإعـــادة تـدويـر تـلـك النفايات والاسـتـفـادة منها والاهـتـمـام بـالـمـشـكـلـة بـطـريـقـة شمولية، مع تمنياتنا للجميع بالصحة والعافية. [email protected]