23 سبتمبر 2025
تسجيلشهد أمس مشاركة قطر في حدثين مهمين، أحدهما مؤتمر القمة الخامس للاتحاد الأوروبي والعالم العربي الذي عقد تحت شعار (شراكة استراتيجية)، والثاني هو الاجتماع الوزاري المشترك بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجمهورية الصين الشعبية. إن حقيقة المصير المشترك للإنسانية جمعاء، وحاجة شعوب العالم لمواجهة التحديات المستمرة، تتطلبان المزيد من العمل والتعاون متعدد الأطراف الذي يصب في البناء الجماعي للمستقبل، وهو أمر يحتاج إلى تغيير وتحول نوعي في أشكال التعاون المشترك، والتنسيق المستمر بشأن الأزمات بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار. لقد أصبحت الدول اليوم أكثر قناعة وإدراكا لأهمية العمل المشترك، ودفع آليات التعاون بينها بما يحقق المصالح المشتركة للشعوب والدول، ومما يبعث الأمل ويبشر بإمكانية تحقيق الأهداف المنشودة، أن هناك الكثير من الإرث والروابط المشتركة بين الشعوب والدول، والتي يمكن أن تشكل أساسا لتقديم نماذج شراكات بناءة يُحتذى بها. إن سياسة دولة قطر تدعم بناء شراكات استراتيجية مع دول العالم، بل ويمثل ذلك إحدى الأولويات التي تسعى إليها عبر العمل المشترك، والإسهام في التضامن والتكامل والتعاون وبناء السلام الإقليمي والعالمي، حيث أصبحت الشراكات الاستراتيجية بين الدول والمجموعات ضرورة تفرضها تحديات الواقع الراهن السياسية والاقتصادية والأمنية، خصوصا أن العالم يواجه حاليا تحديات خطيرة بسبب جائحة كورونا "كوفيد - 19" التي لا تزال تداعياتها تهدد البشرية. الأزمات التي يشهدها العالم حاليا، ومن بينها ما يجري في المنطقة مثل القضية الفلسطينية والنزاعات سوريا واليمن وليبيا، تستلزم دفع هذه الشراكات الضرورية بين الدول والمجموعات لخدمة مصالح الشعوب وتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.