12 سبتمبر 2025

تسجيل

فشلٌ سياسيٌّ ومخابراتيٌّ وهزائمُ عسكريةٌ

10 سبتمبر 2019

قيادتا الإمارات والسعودية بحاجةٍ شديدةٍ لأي انتصار ولو كان إعلامياً مزيفاً، لأنهما تعانيان فشلاً سياسياً ومخابراتياً وعسكرياً ذريعاً في اليمن وليبيا ومصر. لذلك، حاولتا إيهام شعبيهما أنهما قادرتان على إدارة الملفات الخارجية بقوة واقتدار من خلال تصعيد الأزمة مع بلادنا، رغم ادعاءات كبار المسؤولين فيهما بأنها أزمةٌ صغيرةٌ جداً. 1) العمى المخابراتي والسياسي: يوم الجمعة الماضي، انطلق الذباب الإلكتروني السعودي في حملات غبية تتحدث عن فتح الحدود أمام المواطنين القطريين، وغاب عن المشرفين الذبابيين أن شعبنا أعظم ثقافةً ووعياً سياسياً، وأسمى التزاماً وطنياً من أن تؤثر فيه حملات تم إعدادها في الغرف الخلفية لجهاز المخابرات السعودي الذي يديره أشخاص يتساوون في المستوى العقلي الضحل لسعود القحطاني وتركي آل الشيخ، وأنه يتعامل مع الحصار كقضية يتم حلها على مستوى القيادات العليا للدول، ولا يمثل بلادنا فيها إلا سمو الأمير المفدى الذي نلتزم بقراراته وتوجيهاته التزاماً مبدئياً مطلقاً. ولأن وزارة الخارجية السعودية ليست أكثر من إدارة تنفيذية يهيمن عليها سعود القحطاني من وراء ستار، فإنها اختفت عن المشهد، وبدلاً من خروج وزيرها أو مسؤول كبير فيها للتصريح بموقف المملكة، صدر بيان رسمي أذاعته وكالة الأنباء السعودية يردد نفس الادعاءات والأكاذيب بشأن حصار بلادنا. والطريف في الأمر كله، أن التصعيد بدأ كالعادة، بحملات يشنها الذباب الإلكتروني بإشراف المخابرات، وانتهى ببيان رسمي سعودي بإشرافها أيضاً، ليعلم الجميع أننا نتعامل مع حالة من التشتت الذهني، وغياب الرؤية الاستراتيجية. 2) انقلاب السيسي يتهاوى: من المعروف أن قيادتي أبوظبي والرياض تستميتان في إبقاء النظام الانقلابي العسكري الذي فرضتاه في مصر، وتريدان استنساخه في اليمن وليبيا. ورغم دعمهما له مالياً وسياسياً وإعلامياً، فإنه بدأ يتهاوى من داخله. فقد قام مقاول مصري محسوبٌ على النظام بفضح سرقات ونهب السيسي وأسرته وكبار العسكريين لأموال الشعب المصري الذي يعاني أشد المعاناة من أوضاعه البائسة اقتصادياً وإنسانياً وأمنياً، مما أدخل النظام في دوامة هائلة من الرفض الشعبي لاستمراره في حكم مصر نيابةً عن الاستعمارين الإماراتي السعودي لها. لذلك، سنشهد في الأيام المقبلة حروباً ذبابيةً إلكترونيةً وإعلاميةً مخابراتيةً إماراتيةً سعوديةً ضد بلادنا وعُمان وتركيا كنوع من إلهاء شعبيهما عن إمكان انهيار النظام الانقلابي، وما يجره انهياره من انهيارات هائلة في اليمن وليبيا. وبالطبع، فإن نظام السيسي قد ينجح في البقاء لفترة أطول نظراً لاستبداده ووحشيته وانعدام الحس الوطني فيه، لكن فضائحه أصبحت محل نقاش علني عام، وأدت إلى زيادة السخط داخل المؤسسة العسكرية التي تحولت إلى شركة خاصة تنافس الشعب المصري في كل مجالات النشاط الاقتصادي، وتزيد في مستويات فقره وتهميشه واحتقار إنسانيته. 3) الفشل الهائل في اليمن: لم تعد الإمارات والسعودية قادرتين على إقناع أحد بأن حربهما الهمجية في اليمن تهدف إلى استعادة الحكومة الشرعية لسلطتها، وإبقائه موحداً وبعيداً عن النفوذ الإيراني. فقد هُزم البلدان عسكرياً أمام الحوثيين، وقاما بإعلان الحرب على الحكومة الشرعية وجيشها، ودعمهما للميليشيات الانفصالية في الجنوب. إلا أن فشلهما الأعظم كان في إعلان الولايات المتحدة عن مباحثاتها مع الحوثيين، مما يعني أنها تتعامل معهم كقوة حقيقية قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وهو ما شكل صفعة للأنا المتضخمة في قيادتي أبوظبي والرياض اللتين تنظر إليهما واشنطن والمجتمع الدولي كدولتين هزيلتين عسكرياً، وغير قادرتين حتى على حماية أراضيهما إلا بدعمٍ خارجي أو استناداً إلى تجنيد المرتزقة ليقاتلوا نيابة عن جيشيهما. ورغم ذلك، تستمر قياداتهما بالتبجح تحت تأثير أوهام القوة. والخطير في ذلك، هو أن السعودية هُزمت في كل البلاد التي أعلنت فيها حروباً على النفوذ الإيراني، وكأنها كانت تشن تلك الحروب دعماً لهذا النفوذ وليس ضده، مما يؤكد أنها لا تمتلك مشروعاً حضارياً يمكنها دعمه عسكرياً، وإنما لديها رؤية تقوم على إضعاف الدول العربية وتقسيمها وإدخالها في دوامات الحروب الأهلية بهدف ترسيخ مساعيها لإنهاء القضية الفلسطينية، ومحو فلسطين من التاريخ والوعي والعقل الجمعي للأمة، وتشريع وجود الكيان الصهيوني. [email protected]