20 سبتمبر 2025

تسجيل

هدنة العيد في حلب بين الأمل والطموح

10 سبتمبر 2016

الهدنة في حلب باتت أمرا ملحا بعد تكثيف النظام السوري المجرم لضرباته الجوية ضد المدنيين العزل، إنقاذا لما تبقى من أطفال وشيوخ في المدن المنكوبة، كما أنها ضرورة لإنقاذ لما تبقى من ضمير عالمي خانع صامت في أحسن الأحوال إن لم يكن متآمرا لإنهاك السوريين والمنطقة بهذه الحرب المجنونة التي ابتلعت ملايين من الأبرياء والنازحين والمشردين. لقد تحمل الشعب السوري المظلوم نظاما متآمرا على وطنه وحريته منذ عقود بدعوى الممانعة لإسرائيل التي لم يطلق عليها رصاصة واحدة طوال أكثر من أربعين عاما، في حين شن حربا شعواء على السوريين العزل أكلت الأخضر واليابس بدعم دولي وتواطؤ إقليمي، ومن هذا المنطلق جاء تحرك فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإرساء هدنة ضرورية في حلب قريبا، مع الطرف الرئيسي الفاعل في هذه الحرب وهو القيادة الروسية.هدنة ضد الموت لا بد منها لبث بعض الحياة، ومنطقة عازلة بدأت تتشكل ملامحها بما قاده الجيش التركي المظفر لحماية المدنيين، لا شك أنه يشكل انتكاسة لداعش ونظام الأسد معا، وعلى الجامعة العربية التحرك للضغط على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لإرغام الأسد وعصابته، لا أن تكتفي ببيانات الإدانة التي تسهم في قتل الشعب السوري وتنصر في الحقيقة الجلاد على الضحية.ملامح جديدة تتشكل في سوريا بدأتها تركيا بإصرارها على إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، ربما تتوسع مستقبلا، وتاليا مساعي حثيثة من الرئيس أردوغان للتوصل إلى هدنة لإغاثة من تبقى من أرواح بريئة كل ذنبهم أنهم أرادوا وطنا حرا مستقبلا بعيدا عن المستبدين والطغاة.