17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن قبول النقد من ناقد متخصص يعتبر إثراءً للعمل الفني بصفة خاصة وهو يعود بالنفع لأعمال التشكيليين المبتدئين والمتقدمين ، ولا أستطيع نسيان تلك اللحظة خلال حضوري لإحدى الورش الفنية والتي تعالت فيها صيحات المدح والتبجيل بعد مشاهدتهم الألوان الصارخة التي اعتمدها الفنان في منجزه الفني وفي تلك اللحظة أدركت حجم الضرر الذي وقع على الفنان حيث أقنعته تلك " التطبيلات" وأصوات التهليل بأنه مبدع؛ فكان بذلك قد تعرض الفنان إلى مقلب كبير وقد تعكس آثاره على مجمل الحراك التشكيلي! هؤلاء المطبلون ساءهم كثيراً أن يستمعوا لصوت الناقد المتخصص والمخالف لصيحاتهم التي نافقوا فيها التشكيلي والذي بدوره استاء من رأي الناقد صاحب الأسلوب الموضوعي وكأنه عدو يحارب ويحطم إبداعاته !و لم يعِ هذا التشكيلي أن ما يقوم به الناقد ليس ذما وإنما عملية تقويم لمنجزه بصورة يضع فيها العمل الفني في مساره الصحيح ويقدم له تغذيه راجعه وتزيد من قوته وصلابته وتضيف إليه رؤية وافاق تمكنه من تطوير أدائه في المستقبل ولم يصمد صاحب اللون الصارخ أمام رأي ناقد نظرا لهشاشة الطرح بل زادت حساسيته دون الاستفادة من القراءة النقدية والتي تنصب في مصلحة عمله لا في شخصه فثقة الفنان في قوة رسالته الفنية ضمن أهداف ورؤى واضحة إنما هو دليل لنجاح الفنان وسلامة الفكر ووعيه بأهمية تقبل النقد الفني. وعند النظر إلى الساحة التشكيلية المحلية على مستوى الطرح نجد أغلب الأعمال تنقصها التجارب الفنية الجادة بل تجد حساسية عالية ضد النقد وعدم التقبل إلا لكلمات المدح والثناء أما دون ذلك يتحول إلى الشخصنة والمجاملات ولغياب النقد الجاد والناقد الحقيقي هو سبب تدني الوعي الثقافي الفني لدى الفنانين فالناقد المتخصص يعتبر إثراءً للعمل الفني وبنقده نتجاوز العثرات والسقطات ونوفر على أنفسنا الكثير من الوقت في تطوير إبداعاتنا. إن الاستمرار في التعلم وتقبل النقد إنما هو نقطة الفكر الدافنشي ؛ فكان ليوناردو واحدا من الذين يتعلمون فن الإصغاء وتقبل النقد وهنا كانت عبقريته فمتى ازداد وعي وثقافة الفنان فلن تصل حالتة لعدم الصمود امام رأي ناقد بل سيجد تقبله للنقد سلما لصعود الإبداع. ترنيمة أخيرة: كما تستمع لكلمات المدح لابد من الأخذ بالملاحظات وتقبل النقد فلا إنجاز بدون معرفة ولا معرفة بدون مشورة