22 سبتمبر 2025
تسجيلبعد مرور عام على نجاح الوساطة التي قادتها الدبلوماسية القطرية في تيسير الحوار بين الأطراف التشادية، والذي انتهى بالتوقيع على اتفاق السلام التشادي في الدوحة تتويجاً للمفاوضات التي استضافتها خلال خمسة أشهر بمشاركة إقليمية ودولية واسعة، يمكن القول إن الاتفاق شكل لحظة حاسمة فتحت الطريق أمام الأحزاب والمكونات السياسية للدخول في حوار وطني شامل سيادي. لقد وصف موقع تشاد انفو اتفاق السلام الذي تم توقيعه قبل عام في الدوحة، بأنه كان لحظة مهمة في تاريخ تشاد، مهدت الطريق لإمكانية الحوار البناء بين الفصائل السياسية والعسكرية، وشكل خطوة كبيرة نحو المصالحة، مؤكدة أن نجاح الاتفاق على المدى الطويل يعتمد بشكل كبير على قدرة القادة التشاديين على الحفاظ على مناخ من الثقة والشمول، والعمل على التغلب على بعض التحديات لضمان التمثيل الحقيقي لجميع أصحاب المصلحة في عملية الانتقال الجارية. وليس نجاح دولة قطر في إبرام اتفاق السلام التشادي، سوى حلقة في سجل حافل بالوساطات التاريخية الناجحة سواء على مستوى الصراعات بين دول متنازعة، أو جماعات ومجموعات سياسية أو جماعات مسلحة أو قوى معارضة، وهو ما جعل من الدوحة عاصمة للسلام وللوساطات الناجحة في أكبر الأزمات العالمية وأشدها تعقيدا، كما جعلها شريكاً دولياً موثوقاً في حل النزاعات بالطرق السلمية والدبلوماسية وتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف. وفي أفريقيا على وجه التحديد أصبحت قطر لاعباً رئيسياً أكبر من أي وقت مضى، بل وأصبحت الدوحة العاصمة التي يلجأ إليها الفرقاء من القارة السمراء، من خلال ما حققته من إنجازات مشهودة هناك، ومن بينها الدور التاريخي الذي لعبته في سلام دارفور بالسودان، بعد مفاوضات استمرت عامين ونصف العام، والمصالحة بين جيبوتي وإريتريا، والإفراج عن أسرى جيبوتيين لدى إريتريا واتفاق التبو والطوارق في ليبيا وتهدئة التوتر بين كينيا والصومال، والإفراج عن المعارض الرواندي بول روساباجينا، وهي إنجازات جاءت بفضل حيادية واستقلالية قطر وعلاقاتها القوية مع الأطراف المختلفة وسياستها الخارجية الإيجابية والتي تتميز بالتوازن.