24 سبتمبر 2025

تسجيل

أفغانستان.. أمام مفترق طرق

10 أغسطس 2021

تتطور الأحداث في أفغانستان بسرعة، في ظل الحرب الدائرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، بعد انفجار الاوضاع على الارض، على خلفية انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي والقوات الامريكية الذي ينتظر أن يكتمل بحلول نهاية الشهر الجاري، ومع توسع هجمات طالبان وتقدمها السريع في الشمال وسيطرتها على ست عواصم اقليمية خلال أقل من اسبوع، يزداد القلق وتتنامى المخاوف الدولية والاقليمية من انزلاق أفغانستان إلى حرب أهلية شاملة، بما يقود إلى تفشي حالة الاضطراب وعدم الاستقرار، ليس في أفغانستان وحدها وانما في المنطقة بأكملها. لقد حذرت الأمم المتحدة، على لسان المبعوثة الاممية إلى أفغانستان، ديبورا ليونز في إفادة لها أمام مجلس الأمن، الجمعة الماضي، من أن أفغانستان امام «نقطة تحول خطيرة للغاية»، وهي تتجه للانزلاق إلى كارثة لا مثيل لها، مشيرة إلى حالات واسعة لانتهاكات حقوق الإنسان، فضلا عن مقتل المئات من المدنيين خلال الايام الماضية، بينما ذكرت اليونسيف أن 27 طفلا قتلوا خلال ثلاثة ايام في الصراع العنيف بين الاطراف الأفغانية المتحاربة. تبدو أفغانستان اليوم أمام لحظة حاسمة أو مفترق طرق، بين الانزلاق نحو الكارثة والتي سيكون الجميع فيها خاسرا، وبين العودة إلى الحل السياسي والانخراط في مفاوضات جدية للوصول الى سلام شامل ومستدام، بما يرضي كل الاطراف ويستجيب الى تطلعات الشعب الأفغاني الذي ظل يدفع الثمن الأكبر للصراعات ويعاني عقودا طويلة من الحروب العبثية. الأكيد أنه لا حل عسكريا للصراع في أفغانستان، ولا منتصر في هذه الحرب، ولا سبيل للخروج منها إلى بر الأمان سوى عن طريق المفاوضات، ولعل الاجتماعات التي تستضيفها قطر في هذين اليومين لترويكا افغانستان الموسعة، والتي تضم امريكا وروسيا والصين وباكستان، تشكل فرصة كبيرة نحو حشد الدعم والتوافق الإقليمي والدولي لدفع جهود تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان.