11 سبتمبر 2025
تسجيلمن الأمور اللافتة والتي بدأت تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي زيادة المطالبات التي تتحدث عن ضرورة الاستخدام الايجابي والمسؤول لوسائل الإعلام الجديد عند التغريد والمحادثة وطرح الآراء والأفكار ونقل المعلومات والصور والفيديوهات. الحملة التي قام بإطلاقها مجموعة من الناشطين في السعودية الخليج على موقع "تويتر" هدفت إلى توصيل رسائل إلى المغردين وحثهم على الاستخدام المسؤول عند كتابة التغريدات، والمساهمة في تحويل موقع التدوين المصغر مكاناً للنقاشات الجادة، ولقيت الحملة الإلكترونية تفاعلاً من قبل المغردين الذين تعهدوا بعدم المشاركة في مواضيع هزلية اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترات الماضية. الحملة التي تعد أول عمل منظم صادفت نجاحا وتجاوباً كبيراً من قبل عشرات الآلاف في مقدمتهم رموز وناشطون ورجال دين وكتاب وإعلاميون ومشاهير لا تعجبهم الحالة التي وصل إليها الموقع المفضل لديهم بسبب كثرة الوسوم غير اللائقة. ما نتبه له المغردون في أن كثيراً ما تحقق الوسوم (الهاشتاق) التي فيها مغالطات أو شتائم غير لائقة أو شائعات مسيئة شهرة كبيرة بسبب كثرة المتفاعلين معها، رغم أن غالبية المغردين المشاركين يغردون لتكذيب تلك الشائعات أو انتقاد الخوض في موضوع شخصي.. وكان القرار هو عدم المشاركة فيها من الأساس وجعلها تذبل وتموت وتختفي في مهدها ولا تأخذ زخما وانتشارا وترويجا وتفاعلا مضادا. في المقابل المبادرة التي أطلقت منذ بداية العام الحالي، من قبل المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، تحت وسم "غرد معنا باسمك"، لازالت ناشطة وفاعلة في الداخل والخارج، وهي تهدف إلى تعزيز مجموعة من المبادئ والسلوكيات في كيفية الاستخدام الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، والتأكيد على القيم الأخلاقية والإنسانية والاحترام المتبادل عند استخدام هذه الوسائل. المبادرة نصت على خمسة عشر مبدأ، أهمها: لا لتشويه سمعة الآخرين، والبعد عن التعصب في الرأي، والعنصرية، والتهكم على القيم والمعتقدات، والتهجم على الأديان والمذاهب، والتحريض على العنف والإرهاب. إن ما يميز هذه المبادرات وغيرها أنها تنطلق من رحم المجتمع وتحمل رسائل إنسانية يؤمن بها الجميع. ربما بات الكل مقتنعا بأن المنع والتشدد في القوانين لم يعد خيارا ناجحا، والأجدر هو الاستثمار في العقل ومخاطبة الفكر وبث الوعي واستنهاض الهمم والتعويل على نشر القيم الأخلاقية والدينية الايجابية ودعمها ونشرها وعدم توقفها!