19 سبتمبر 2025
تسجيللايمكن وصف العمل الإرهابي الذي وقع في مستشفى بمدينة كويتا الباكستانية، وأسفر عن سقوط نحو 70 قتيلا و112 جريحا من أصل نحو 200 شخص معظمهم من المحامين والصحفيين، بأقل من العمل الإجرامي الجبان المدان، خاصة وأن الذين استهدفتهم يد الارهاب هذه، كانوا قد تجمعوا في المستشفى المدني في المدينة، لتشييع جثمان رئيس نقابة المحامين في الولاية الذي اغتالته نفس اليد الإرهابية بالرصاص في وقت سابق. من هذا المنطلق أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذا التفجير الذي يتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية، وهي بذلك تجدد موقفها الثابت من نبذ الإرهاب والعنف بكافة صوره وأشكاله ومهما كانت أسبابه ودوافعه، والتزامها بمواصلة دورها كجزء من الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على التطرف العنيف والإرهاب. لاشك أن هذا العمل الجبان، تطور نوعي في هدفه وتوقيته، فهو يهدف إلى إسكات اصوات الحق التي يمثلها رجال الصحافة، وكذا ألسنة العدل التي يمثلها المحامون، وهاتان الفئتان أكبر من يقف في وجه هذا التحدي الخطير للإنسانية، سواء بكشف جرائمه على الملأ، أو بالترافع عن ضحاياه لأخذ القصاص العادل من المجرمين والجناة الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق الأبرياء المسلمين دون وجه حق. وهو كذلك انتهاك لقوانين اتفاقية جنيف وبروتوكولاتها، التي توفر الحماية للأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية (المدنيون، وعمال الصحة، وعمال الإغاثة) الذين كانوا في هذه الحالة هدفا لهذا العمل الارهابي؛ مما يضاعف مسؤولية المجتمع الدولي لدعم البلدان المتضررة من الارهاب، واتخاذ موقف جماعي عاجل وحاسم لاستئصال هذه الظاهرة الخبيثة.