14 سبتمبر 2025

تسجيل

الإرهابي الحقيقي

10 أغسطس 2014

في هذا الزمن الذي بلغ فيه الظلم حداً غير مقبول وسياسة الكيل بمكيالين هي السائدة، وخاصة إذا كان الخصم عربيا أو مسلما! فلقد أصبح من يدافع عن حق وجوده في حدود آمنة معلومة المعالم، لكي يعيش كباقي البشر وينتزع هذا الحق من محتل غاصب، ينظر إليه في هذا العالم الظالم على أنه إرهابي، بينما يُترك المجرم الإرهابي الحقيقي الذي تجرد من كل معاني الرحمة والإنسانية، والذي وفرت له قوى الظلم والاستكبار العالمي، والتي تدَّعي مكافحة الإرهاب حول العالم مظلة إرهابية قانونية تحق لهذا الكيان الغاصب دون غيره أن يمارس الإرهاب بكافة أنواعه وأشكاله على الأطفال والنساء والشيوخ، بل على البشر والحجر والشجر، وفي هذه المرة بمعاونة الخونة العرب، والذين نسأل الله أن يحشرهم يوم الدين معهم في نار جهنم وبئس المنقلب والمصير ويجعل وجوههم أكثر سواداً من الليلة الليلاء! ومن سخرية القدر أن تظهر علينا عبر وسائل الإعلام قمم إرهابية لم يعرف التاريخ مثيلاً لها وتقول عن دولة قطر أنها تؤوي وتساعد الإرهابيين الفلسطينيين؟ إنها والله مدعاة للسخرية والضحك، فهؤلاء آخر من يتكلم عن الإرهاب، فماضيهم وحاضرهم يشهد على مدى إرهابهم ووحشيتهم ونهمهم وتعطشهم لدماء الأبرياء في فلسطين، فهم لن يريدوا أن يعيشوا بسلام كما يدعون، فمن يريد ذلك حقا لا يكون بهذه الوحشية والبربرية ويؤمن بحق الآخرين أن يعيشوا كما يطلب هو لنفسه، فنقول لهم عندما كانت قطر والقطريون يجمعون التبرعات ويرسلون المساعدات ويجرون المصالحات ويتوسطون في مساعٍ حميدة في أكثر من مكان كنتم أنتم تمارسون القتل والتدمير والعربدة في ظل مجلس أمن لا يسمع ولا يرى، بل وصل الأمر به أن قدّم مبررات لمواصلة هذا العدوان، وجامعة الدول العربية وضعت لاصقا على فمها، وخاصة بعد الانقلاب على مرسي، حتى الشجب والاستنكار شعارها المعروف تخلت عنه! فالعالم اليوم لم يعد ينطلي عليه كذب إسرائيل، فقناة الجزيرة فضحت كل شيء بالصوت والصورة وبرهنت على أن قرارات الأمم المتحدة لا تعني لهذا الكيان أي شيء، والدليل أنها قصفت مدارس الإنوروا، كما أن الدول الكبرى مازالت تأتمر بأوامر اللوبي الصهيوني! وآخر الكلام.. إن كان هذا إرهابا في منظور إسرائيل وبعض سفهاء هذه الأمة ودائها وسبب ما هي فيه من تخلف، فالحق أن ما تقوم به هذه الدولة المباركة قطر من أفعال من صميم ما يأمر به ديننا والنخوة العربية ومن باب نصرة المظلوم وحب الخير للجميع، حتى شهد بذلك القاصي والداني، ونحن يشرفنا ذلك وتباً لكم ألف تب!