13 سبتمبر 2025

تسجيل

مصر.. الوحدة الوطنية

10 أغسطس 2013

لاتزال الأزمة بين المصريين تراوح مكانها، ولاتزال الاعتصامات المطالبة باعادة الشرعية الدستورية واعادة محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة، والاعتصامات المقابلة المطالبة بالشرعية الثورية التي تفوض الجيش بحماية الثورة والدفاع عن الشعب إزاء أي انتهازيين أو مدسوسين أو مسلحين يريدون العبث بأمن مصر، ومن خلال هذا المشهد على الساحة المصرية نسي الجميع أو تناسوا العدو الحقيقي والمستفيد الوحيد من اشعال الفتنة في مصر والمتربص بمصر، شعباً وأرضاً، والذي أظهر أمس وقاحته بكل صلف وغرور متحدياً الشعب المصري كله عندما أرسل طائرة بدون طيار لتلقي صواريخها على سيناء بحجة ان هناك "جهاديين" يفكرون باطلاق صواريخ على إسرائيل من منصة بدائية معدة لتوجيهها الى داخل اسرائيل، كما اعتادت اسرائيل القول لتبرير تصرفاتها الحمقاء..؟ إلا أن عدوان أمس جاء بالاتجاه المعاكس لما تمنته إسرائيل، فقد لفت الانتباه من جديد الى ان العدو الحقيقي للمصريين ولتطلعاتهم وأمالهم بالحرية والديمقراطية والثورة هو اسرائيل وجيش اسرائيل الذي لايترك فرصة إلا ويستغلها ليضرب بخبث وجبن اعتاده منذ أن أنشئ الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطين. ان الهجوم الاسرائيلي امس ومقتل واصابة العشرات من المصريين يستحق من طرفي الاعتصامات في ميادين مصر وكل المصريين التوقف مع النفس ومراجعة الحقائق على الارض فالعدو لن يفرق بين مصري يريد اعادة الشرعية الدستورية او مصري يريد اعتماد الشرعية الثورية فكلاهما بالنسبة الى اسرائيل عدو يجب النيل منه بشتى الوسائل ويجب اشغاله بالفتن والمؤامرات..؟ وما العنف الحاصل على ارض مصر إلا برهان أكيد على ان هناك ايادي خفية تريد العبث بأمن مصر والمصريين وان كانت هذه الايدي خفية إلا أنها معروفة من خلال مقاصدها ومراميها واهدافها وما تحققه من فوائد من الانقسام الحاصل في الشارع المصري، لذلك لابد من كل مصري شريف محب لوطنه ان يتأمل الوقائع ويعود الى تسمية الامور بمسمياتها الحقيقية فالعدو الحقيقي لمصر ليس هذه الفئة من المصريين ولا تلك ولكنه عدو خارجي يتربص بالجميع لينقض كلما سنحت له الفرصة لينال من المصريين نيلا. ان هجوم امس كاف ليعبر كل مصري عن ايمانه بمصر ووحدتها ويعيد الى الاذهان الحقائق بان العدو هو عدو خارجي لديه الامل بالدخول الى مصر وزرع العملاء والخونة والانتهازيين وعندما يجد فرصة مناسبة ينقض بنفسه مكشرا عن انيابه التي باتت لاتخفى على احد فاسرائيل نفسها لاتنكر ما تقوم به. من هنا نناشد جميع الاخوة المصريين بمختلف توجهاتهم العودة الى الوحدة الوطنية باسمى صورها لصد كل المؤامرات والتوجهات الخارجية التي تسعى الى اضعاف مصر وشعبها والى ديمومة الوضع المقلق للحياة السياسية في مصر فالمستفيد الوحيد من مثل هذا الوضع هو اسرائيل وليس أي مصري كان.