11 سبتمبر 2025

تسجيل

جون بايدن... ومسلسل زلاته

10 يوليو 2024

أثارت زلة اللسان الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي تأتي بعد أسبوع من المناظرة مع ترامب، حيث يلاحظ عليه التلعثم وعدم التركيز والارتباك في الرد وكان ذلك جليا في مناظرته مع ترامب. وهي بلا شك أثرت سلبيا على صورته العامة أمام مواطنيه من المجتمع الأمريكي خاصة، والمجتمع الدولي بشكل عام. ويذكر ان الرئيس الأمريكي بايدن هو الأكبر سنا بين رؤساء الولايات المتحدة حيث يبلغ الواحد والثمانين عاما. فخلال مقابلة مع إحدى المحطات الأمريكية في فيلادلفيا خلط بين نفسه وكمالا هاريس. فيما يبدو أنه كان يريد الإشارة إلى فترة عمله كنائب للرئيس، حيث قال عن نفسه: «أول امرأة سوداء تخدم مع رئيس أسود». بلا شك فإنها زلة لسان كارثية في هفوة من عدة هفوات سابقة، التي يتضح فيها الخلط لدى ذاكرة الرئيس واضحا. ولكنها مستمرة في الزيادة حيث وصلت خلال ثلاثة أيام الى ثلاث هفوات. بطبيعة الحال فإن هذه الأخطاء اللفظية لرئيس أقوى دولة، تأتي في وقت حرج جدا. الى جانب أن ذلك يزيد الضغوط على بايدن للتنحي كمرشح ديمقراطي نتيجة التشوش والأخطاء المتكررة نتيجة عدم التركيز. ونتيجة لتعليقات الرئيس بايدن اضطر البيت الأبيض الى نفي الكثير مما يقول خصوصا عن الاحداث في غزة. وقد صرح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بخطورة تصريحات الرئيس الأمريكي التي تؤثر على العلاقات الدولية وتسبب النزاعات. فيما أشار بايدن في الحقيقة الى المقربين أنه لا يتحدث بانسيابية كالسابق. وذلك يؤدي الى تساؤلات أهمها: هل يستطيع بايدن الترشح لفترة رئاسة ثانية أخرى لمدة أربع سنوات أخرى. ووفق استطلاع رأي لوكالة اسوشيتدبرس يرى ثلاثة ارباع الأمريكيين بأن بايدن لا يصلح للمهمة الرئاسية بسبب تقدمه في العمر. وذلك يعطي فرصة كبيرة لترامب للفوز في انتخابات الرئاسة. ويرى المراقبون بعد أداء جون بايدن المخيب في المناظرة، ان هذه الزلات أثارت الشكوك حول تركيز الرئيس واستعداده لمواجهة التحديات المستقبلية. الانتقادات تقول ان كل ذلك يسبب ارتباك السياسة الدولية. الى جانب ذلك لقد أصبح معروفا لدى خصومه، فان زلات الرئيس الأمريكي تعرضه للسخرية وعلى رأسهم المرشح للرئاسة دونالد ترامب. وفي السياق نفسه الزلات لا تنتهي وتثير السخرية ومعلومات خاطئة كالخلط بين الأسماء وبعض التصرفات الغريبة. اثار ضجة عالمية كبيرة هل هو مؤهل صحيا لرئاسة أقوى دولة في العالم؟ وتضاف هذه الزلة إلى قائمة من الزلات السابقة التي أثارت الشكوك حول تركيز الرئيس وعلى قدرته على التعبير عن نفسه والتحدّث بطلاقة، واستعداده لمواجهة التحديات المستقبلية. وتتداول اخطاؤه في شبكات التواصل الاجتماعية والتعليقات الساخرة. في هذا السياق يبدو انعدام التركيز واضحا، ويبدو انه يؤثر على الاقتصاد الأمريكي. ويذكر ملاحظة ان تخونه الذاكرة في عدة مواقف منها على سبيل المثال عندما قال عن ابنه مات في العراق، ولكنه قضى بالسرطان عام 2015 بعد انقضاء مهمته كمحام في العراق. هناك من يشكك في قواه العقلية التي قد تكون نتيجة للتقدم في العمر. وبحسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بأن بايدن صرح للديمقراطيين بحاجته لساعات عمل أقل وتقليل الفعاليات المسائية التي تقام بعد الثامنة مساء. على الرغم من عزم الرئيس الأمريكي الاستمرار في السباق الانتخابي رغم هذه التحديات، هناك العديد من الدعوات التي تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي. يقول الصحفي الروائي البريطاني جورج اورويل «نعلم أنه لا يوجد من يمسك السلطة وفي نيته التخلي عنها طواعية»...كل هذا وبيني وبينكم.