11 سبتمبر 2025

تسجيل

محاسبة مصاصي دماء الوظيفة

10 يوليو 2023

في كل مكان وزمان كان وما يزال وسوف يكون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بأن هناك سُراقا ومحتالين ومجرمين فإذا اشتهرت الخفافيش بمصها للدماء ففي البشر كذلك من على شاكلتها يمتصون دماء الوظيفة ويتغذون عليها وقد يظلون سنين طويلة على هذا الحال، وفي كثير من الأحيان يُكتشف أمر بعضهم عن طريق الصدفة في ظل ضعف الرقابة وإذا اختلط الحابل بالنابل وأصبح الصيد في الماء العكر من السهولة بمكان وفي وجود طرق احتيالية كثيرة لديهم وكل ما تكتشف طريقة بدلوها بأخرى، وحالهم يُحاكي حال تجار الممنوعات كل فترة لهم طرق جديدة في التهريب أو في تسويق بضاعتهم وفي كثير من الأحيان يفلتون من العيون الرقابية، وقد يكون مثل ما نقول في بعض الأحيان حاميها حراميها من يُسهل لهم دخول هذه الممنوعات ممن يعملون في هذا المجال فسطوة المال لا تُقاوم عند أصحاب النفوس الضعيفة، ونعود إلى الخفافيش فتخيلوا معي لو أن إحدى الدول قررت محاسبة مصاصي دماء الوظيفة بأثر رجعي تخيلوا معي كم من الأموال سوف تعود إلى خزينة الدول وكم من الأراضي المسروقة والمجمعات والعمارات والأراضي الصناعية والتجارية والقائمة تطول في ذلك والكثيرون ممن نراهم من الأثرياء جُل أموالهم مسروقة من الدول، وما هذه الإمبراطوريات الاقتصادية لدى البعض إلا هي في الأصل من أملاك الدول تم أخذها بدون وجه حق في فترات كان فيها المسؤولون يتبادلون المنافع فيما بينهم بنظام شَيّلني وأشيلك وقد يكون في بعض الدول تم غض الطرف عنهم لأسباب لربما يعلمها البعض أو غير معلومة، ويا سبحان الله في الكثير من الدول تجد من يعمل في أماكن فيها الدسومة زائدة يتصفون بصفات متشابهة يأخذون الأشياء المميزة ونأخذ على سبيل المثال إدارة الأراضي تجد أفضل الأراضي وأكبر المساحات والأغلى ثمنا من نصيب من يعملون في هذه الأماكن أضف إليهم ذوي القربى والشلة! حتى في إدارات المرور في الكثير من الدول تجد أفضل الأرقام والأغلى ثمنا لدى من يعملون في نفس الإدارة وكم من الأرقام وزعوها على أصحاب المنافع المتبادلة تبلغ أسعارها الملايين من الأموال العامة ضاعت على خزينة الدولة. كما هناك مصاصو دماء المشاريع الذين يمتصون الدسم منها ويضرب ضربته ثم يعطيها بالباطن لإحدى الشركات والتي بدورها تتلاعب بالمواصفات للتقليل من التكاليف على حساب المصلحة العامة. كما يوجد في أماكن أخرى فيها التلاعب بأموال البلاد والعباد على أشده سواء في المشتريات والمبيعات وفي الصرف وفي بدلات التمثيل وكثرة المرافقين أكثرهم بدون داع يعني ليس لهم شغلة إلا من باب بركات رئيس الوفد على شلته. وآخر الكلام في كثير من الدول قد يحاسب من يسرق العنز بينما من يسرق الكنز في كثير من الأحيان يفلت من العقاب فمن أمن العقوبة أساء الأدب.