11 سبتمبر 2025

تسجيل

إعلام دول الحصار

10 يوليو 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كيف تسيطر حكومات العالم على الشعوب؟ أول خطوة للسيطرة على أي شعب في العالم هي السيطرة على المعلومات والسيطرة على كيفية الوصول اليها. فمثلا في كوريا الشمالية يمنع السكان من استخدام الإنترنت ويمنع ويعاقب من يحاول مشاهدة قنوات تلفزيونية خارجية بل ووصل بالأمر إلى إعدام مواطني كوريا الشمالية لمشاهداتهم مواد ومسلسلات كوريا الجنوبية، ومن هنا فإن حكومة كوريا الشمالية تسيطر بالكامل على الإعلام، ولا تسمح لشعبها إلا مشاهدة وقراءة والاستماع لما تريده من قنوات رسمية والتي لا تبث سوى مواد مؤيدة لحكومة كوريا الشمالية ومواد معادية لكوريا الجنوبية على وجه التحديد ومعادية لأي دولة تعاديها بيونغيانغ، أي أن كل ما يتلقيه المواطن الكوري الجنوبي هو بروبغندا ومواد دعائية تتفق مع وجهة النظر الرسمية. ما يحدث في كوريا الشمالية يذكرنا بإعلام دول حصار قطر، فقد حجبت الوصول لوسائل الإعلام القطرية بما فيها قناة الجزيرة ومنعت من الإدلاء بأي رأي قد يفسر وبسبب القوانين الفضفاضة على أنه مؤيد لدولة قطر ومواقفها وسمحت بوجهة نظر واحدة دون سواها، حتى من حاول أن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن رأيه فقد تم اعتقاله وسجنه. ولم تكتف دول الحصار بمنع وصول المعلومات ومنع الإعلام الذي يخالف توجهاتها، بل اعتمد الإعلام الاجتماعي والرسمي أيضًا على الفبركات والتزوير وقلب الحقائق مستخدما في أكثر الأحيان لغة مبتذلة ولغة لا تليق بأي إعلام يعد نفسه إعلام مهني، أو إعلام يحترم القارئ والمشاهد. ولعل من اللافت بالذكر بعض المصطلحات التي يستخدمها الإعلام الرسمي وغيره لدول الحصار، فهو يردد مصطلحات ابتدعها ليضيف على البروبجندا أسلوب شعبوي يناسب الرسالة الغير مهنية التي يحاول أن يوصلها للمتلقي. فمن خلال متابعتي لإعلام دول الحصار طغت اللغة السطحية التي لا تناسب الإعلام الرسمي على وجهة الخصوص على اللغة الرصينة، فاستخدمت مصطلحات مثل "المهر، الطلاق، الفراق" التي تم تناولها بشكل مبتذل لوصف الأزمة الخليجية والأوضاع السياسية الحالية التي تمر بها المنطقة. وكذلك فقد أسرف في استخدام مفردات مثل "العودة إلى البيت، تأديب الابن، الابن العاق" وغيرها من المفردات التي أن قرأناها بتأن سنجد بأنها مفردات تدل على سيكولوجية هؤلاء والبيئة المحيطة بهم التي تنتج مفردات تدل على الطاعة العمياء والعنف اللفظي وغيرها من الألفاظ التي تستدعي أن نقف عندها ونفكر كيف ينحدر الإعلام الرسمي لهذا المستوى اللغوي الذي أفقده الهيبة وأيضًا هيبة من يقوم عليه؟