20 سبتمبر 2025
تسجيلالأمير سعود الفيصل، عميد الدبلوماسية العربية والعالمية، رحل عن عالمنا أمس، بعد مسيرة من العطاء اللامحدود للأمتين العربية والإسلامية، أعلى فيها قيم القومية العربية معتزا بعروبته وإسلامه.رحل الأمير الذي شغل منصب وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية لمدة 40 عاما متواصلة، تميز فيها بتوقد ذهنه وبراعته، ودفاعه عن قضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والثورة السورية.لقد غادر الأمير سعود في أفضل الأيام وهي العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، ونحتسبه عند الله، بعد أن تولى قيادة الدبلوماسية السعودية بحنكة وذكاء عاصر خلالها أربعة من الملوك الكرام تعاقبوا على حكم المملكة العربية السعودية. كان الأمير، رحمه الله، متواضعا رغم حصوله على الدرجات العلمية العالمية وإجادته لسبع لغات، وتنقله بين العواصم العالمية للدفاع عن قضية العرب الأولى، فلسطين، وكان من أشد الداعمين لأكبر مبادرات الملك عبد الله بن عبدالعزيز في السياسة الخارجية والتي تمثلت في خطة عربية للسلام مع إسرائيل مقابل انسحابها من كل الأراضي العربية المحتلة وتسوية مشكلة اللاجئين، حتى عبر أخيرا عن أن أكثر ما يحبطه هو عدم تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.تميز الأمير سعود بحسه القومي والعروبي الواضح وكان معارضا بشدة وعلانية غزو العراق عام 2003 وقد خشي بفطنته وبصيرته ما قد يحدثه ذلك من فوضى تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، حتى قال "إذا كان التغيير سيأتي بتدمير العراق فأنتم تحلون مشكلة وتخلقون خمس مشاكل أخرى"، وقد أثبتت الأحداث صدق فراسته. وقد شارك الأمير سعود في إنهاء الحرب اللبنانية التي استمرت 15 عاما، وكان مهندس اتفاق الطائف 1989م.لقد غادر الأمير سعود الحياة قبل يوم واحد فقط من الذكرى السنوية لإعلان والده الملك الشجاع فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، "حظر" الصادرات النفطية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت عبارته الأخيرة قبل ترك منصبه، "سوف أظل الخادم الأمين"، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى، بقدر ما قدم لأمته العربية والإسلامية.