14 سبتمبر 2025

تسجيل

شكل المستقبل!

10 يوليو 2013

هل تغيير الكثير في هذا العام مقارنة بالعام الماضي، "استطلاع أصداء "بيرسون- مارستيلر" السنوي الخامس لرأي الشباب العربي بالتعاون مع مؤسسة "صلتك"، أشار إلى أن هناك حالة من التفاؤل حيال النظرة إلى مستقبل العالم العربي، وقد أجمع على هذه النتيجة ثلاثة من أصل كل أربعة شباب عرب (74%) ضمن الدول الخمس عشرة التي شملها الاستطلاع. هناك العديد من التساؤل حول مدى دقة مثل هذه الاستطلاعات التي تأتينا من الخارج بتكاليف مدفوعة من الداخل لتتحدث عن كل الأمراض والعلل السياسية والاقتصادية والاجتماعية ثم تقول لنا تفاءلوا بالمستقبل للاستهلاك الإعلامي ومن أصبح افلح ومن سار على الدرب وصل وطريق الألف ميل يبدأ بتفاؤل؟!بيانات منظمة العمل الدولية التابعة للأمم لمتحدة والتقارير الدولية الأخيرة تذكر أن معدل البطالة بين أبناء الجيل الجديد في العالم العربي من أعلى المعدلات في العالم، وأن شريحة الشباب تمثل أكثر من نصف العاطلين بمعظم الدول العربية، وأن معظم الخريجين عاطلون عن العمل وبعضهم يمارس أعمالاً هامشية ليست لها صلة بتخصصه الدراسي الذي أمضى فيه سنوات. ونحو مليوني شخص ينضمون سنوياً إلى جيش العاطلين، وفي دول الخليج سيكون وضع سوق العمل أكثر سوءاً لارتفاع معدلات تدفق العمالة الجديدة إليه. ويتمثل التحدي الرئيس في أن الدول العربية التي يقطنها غالبية السكان الفقراء هي دول مستوردة للغذاء، وهي كذلك إما مستوردة للوقود أو لديها صادرات وقود محدودة ومتناقصة، ومن ثم يكمن التحدي في إقرار سياسات الاقتصاد الكلي التي تعمل على المحافظة على استقرار الاقتصاد وتحد من تأثير ارتفاع الأسعار على المستهلكين الفقراء. ناهيك عن التعثر في المسار الديمقراطي وشلل المجتمع المدني والصراعات السياسية والدينية والطائفية والمذهبية.بطبعي لست متشائما حيال المستقبل، لكن بالتأكيد لست متفائلا كما ينوه استطلاع "بيرسون- مارستيلر" على الأقل على مدار السنوات العشر القادمة؟! الحقيقة يجب أن نواجهها ولا نجاملها، الأوضاع في العالم العربي ليست على ما يرام ولا تدعوا للتفاؤل؛ لغياب المؤشرات وانعدام الرؤية وضياع البوصلة والتخبط والعشوائية في المسار والانحراف عن جادة الطريق، المثل العربي القديم يقول "صديقك من صَدَقَكَ لا من صَدَّقَك".